جاسر عبدالعزيز الجاسر
المنجز الأمني والعمل الذي حققته الأجهزة الأمنية والإدارات التابعة لوزارة الداخلية، لم يصل ويرتقي إلى مستواه عمل أي من وزارات الدولة الأخرى، باستثناء وزارتي الدفاع والحرس الوطني اللتين يؤدي أبناؤهما واجب الدفاع عن الوطن والذود على ترابه ببسالة وتفان كبيرين، أما باقي الوزارات فلا يستحق أن نصف أعمالهما بالانجاز لأنه لم يتحقق الإنجاز بعد.. ونحن بانتظاره، إلا أن التفكير والبحث عن الحلول لابد أن يحقق إنجازاً يحق لنا أن نفتخر به مثلما افتخرنا بإنجاز الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة.
الآن تتضافر جهود ستة وزارات ذات علاقة مباشرة بالشباب لصوغ برنامج وتنفيذه يستهدف المجتمعات التعليمية، فبالاضافة إلى وزارة التعليم لتنظيم جهود الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الداخلية ووزارات الشؤون الاجتماعية والشؤون الإسلامية والصحة بالتعاون مع الجامعات السعودية.
المهمة التي وضعت لهذا التحالف الوزاري هي إيجاد برامج توعوية تستهدف الطلاب من شباب وصغار سن وأيضاً العاملين في سلك التدريس.
البرنامج أو البرامج التي تنوي هذه التوليفة الوزارية تنفيذها ستركز على المشكلات التي برزت في السنوات الماضية والتي ظهرت بوضوح على تصرفات وسلوك النشء والشباب والتي تحتاج إلى معالجتها وتعزيز الموجود منها ومعالجة السلبيات والشوائب، وهي كثيرة كشفتها نوعية الذين كانوا صيداً سهلاً للتنظيمات الارهابية، وهذه الشوائب التي تفاقمت وأصبحت مشكلات تواجه النشء هي غياب الهوية وبالذات الانتماء الوطني الذي يحتاج إلى تعزيز وغرس يربط الشباب السعودي بوطنه.. إضافة إلى تعظيم المهارات الشخصية والاجتماعية لدى الطالب وتعريف النشء بالمخاطر الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والتقنية والعمل على حلها.
هذه الأهداف رائعة وتلامس ما يحتاجه الشباب، إلا أننا نأمل ألا يكون ما يضعه ممثلو اللجان الوزارية ومن وضع هذه البرامج مجرد أفكار على ورق، بل نطالب أن تأخذ هذه الأفكار طريقها إلى التنفيذ والتطبيق وترفد بما استخلص من دراسة لحالات الارهابيين والأشخاص الذين نجح تنظيم داعش وقبله تنظيم القاعدة الارهابيين في استمالتهم وضمهم للتنظيم.
نكرر.. ونستعمل مصطلح أصحاب الفكر الضال، أو معتنقي الفكر المنحرف ولم نسأل أنفسنا لماذا استطاع من خطط لانشاء هذه التنظيمات الارهابية، استهواء هؤلاء الشباب وكيف تم ضم هذه الشريحة لتعتنق الفكر الضال.
الحالات التي ضبطت وتحليل ودراسة أوضاع الذين قبض عليهم تعطي الاجابة والتفسير لما حدث منها.
1 - تعرضهم إلى تركيز فكري من قبل أشخاص وجماعات متطرفة تلبسوا لباس الدعاة وجذبوهم بدعاوى التدين البعيد عن الحقيقة.
2 - البطالة وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه المهام الوظيفية والعملية.
3 - عدم تحقيق رغبات الشباب في الحصول على مقعد جامعي.
4 - التأسيس الفكري والثقافي والتعليمي وتسلط معلمين من فكر متشدد في مدارس التعليم.
5 - فراغ الشباب وعدم إشغاله بشيء نافع لعدم وجود مؤسسات تهتم بهذا الشيء.
الآن برنامج وقاية الطلاب من التطرف والمهددات الأمنية الذي سيطلقه تحالف الوزارات الست، وهو يعالج الكثير من الحالات التي كشفتها أوضاع الارهابيين الذين تورطوا في الأعمال التي نفذت أو تلك التي أفشلتها الأجهزة الأمنية، ويبقى تأمين المقعد الجامعي والوظيفة النافعة للوطن وللمواطن وإشغال فراغ الشباب مما يستدعي اطلاق برامج أخرى لوزارات أخرى وبالذات وزارة العمل التي نسمع عنها كثيراً ونفتقد عملها.