خالد الربيعان
كل دول العالم تفعل الشيء إلا اليابان فإنها تفعله بطريقة أخرى، وبأسلوب مختلف، والنتيجة الحتمية دائماً تكون في التفوق فيه، بشكل يتخطى دول كثيرة بخبرائها وخبراتها, حتى وإن كانت اليابان حديثة العهد بهذا الشيء!
التسويق الرياضي دخل اليابان كما دخل جميع الدول الأخرى، واذا سألت أي اتحاد أو متابع للكرة في آسيا، أي الدوريين أقوى: الدوري السعودي أم الدوري الياباني؟، فسيجيبك بالطبع أنه الدوري السعودي!
دوري جميل هو الأشهر والأمتع والأكبر والأقدم! , إلا أن الياباني على مستوى التسويق الرياضي فإنه تخطى السعودي الذي بالرغم من تفوقه في جميع الأمور السابقة إلا أن تطبيق خطط التسويق ما زالت تسير بالفكر العربي القديم!
الدوري السعودي على سبيل المثال في جزئية رعاية الدوري يحتل الثاني عالمياً من ناحية القيمة22.20 مليون يورو سنوياً !! بعد الدوري الإنجليزي الأول بقيمة 50 مليون يورو سنوياً, أي يتفوق على الدوري الإسباني21.15 مليون والألماني 8 مليون!
وبالرغم من كل هذا فتسويقياً الدوري الياباني يأتي من زمن آخر! ليثبت أن التسويق الرياضي فن وعالم قائم بذاته، فدوري جميل يحتل المركز الخامس تسويقياً في آسيا، بقيمة 82.76 مليون استرليني، أما الياباني فيحتل المركز الأول تسويقياً بقيمة 193.95 مليون! أي بفارق 111 مليون !
وتعدى الدوري الياباني جميع الدوريات الممتعة والشعبية بما فيها الكوري والصيني والقطري والأسترالي والسعودي ! وكله بفضل التسويق الرياضي !
الدوري الياباني هذا الموسم ارتفعت إيراداته بفضل التسويق بنسبة 6%، وبالتحديد 12 مليار ين ياباني، أي 101.5 مليون دولار !، وارتفعت الإيرادات من بيع منتجات الأندية في متاجرها بنسبة 14% , أما حصة الأندية اليابانية فبلغت 61.75 مليون دولار !
في كوكب اليابان! التسويق الرياضي غير! , ولا شأن لهم بما تفعله باقي الدول فهم يفعلون ما يرونه مناسباً من الناحية التسويقية وكفى، يطبقون نظام الدوري من مجموعتين ثم يكون نهائي بين متصدري المجموعتين! ليجدوا أن الأفضل هذا الموسم هو جدول الدوري التقليدي لأن ذلك يضمن تسويقياً نسبة حضور جماهيري وقيمة بث تليفزيوني أعلى، فينقلون إلى هذا النظام فوراً!
الدوري الياباني له 16 راعياً!، وجميعهم رعاة من النوع الثقيل عالمياً!، فالأكبر هو شركة التأمين ميجي يا سودا، ويتوالى الرعاة من أديداس إلى زيروكس إلى كانون إلى الخطوط الجوية اليابانية الرسمية، انتهاءً بالعملاقة كوكاكولا.
أعتقد أن الحل الوحيد لنرتقي تسويقياً و استثمارياً في النشاط الرياضي هي بإيفاد سفينة فضائية سعودية لتهبط وتستكشف الكوكب الياباني العجيب!
الاتحادالسعودي وصناعة الحدث
السؤال الأهم هو أين دور الإتحاد السعودي من كل تلك التطورات الحادثة في التسويق الرياضي، فالاتحاد الياباني هو المسوق الأول للدوري، وهو من يختار الرعاة ويتعاقد معهم، وهو من يضع النظام والقوانين لبطولة الدوري، وهو من يبيع حقوق النقل بأقصى استفادة ممكنة، وهو المسئول أولاً وأخيراً عن كل شاردة وواردة مالية وتنظيمية في أروقة كرة القدم وكواليسها، ولا يكتفى كما عندنا بمراقبة الأحداث، بل هو يصنعها ويشارك فيها، وهو المسئول الأول عنها !، رسالة أتمنى أن تصل ! .