إبراهيم بن سعد الماجد
مسجدا كان أو طريقا، أو مقهى، العمل الإجرامي سواء.
جريمة نكراء تلك التي تعرضت لها بلدة القديح وراح ضحيتها العديد من الأبرياء، شجب الوطن كله بجميع أطيافه هذا العمل، وأدان العالم جميعه هذه الفعلة الخسيسة التي لا تدل إلا على خسة مدبريه وعدم إنسانيتهم.
فرح المرجفون، كما فرح الحاقدون على هذا الوطن بهذه الجريمة اعتقاداً منهم بأنها سوف تكون الضربة الماضية في شق صفنا وتفريق كلمتنا، فرحوا وغردوا وكتبوا وتأملوا شراً.
وكتبنا وغردنا وحققنا هدفنا الذي نكرره دوماً بأن الأحداث ما تزيد وطننا إلا لحمة ووحدة ووقفة واحدة ضد كل المغرضين والمتربصين والمتأملين بنا فرقة وشتاتا.
الوطن أيها الجبناء ليس طائفة ولا أسرة ولا جماعة، الوطن هو كلنا فلا فرق بين أسرة وأسرة ولا فرق بين سني وشيعي، فما عرفنا هذه التقسيمات إلا من لدن إعلام المغرضين، وإلا فأهل القطيف كما هم أهل الخبر، وأهل القديح كما هم أهل النعيرية، لا فرق بيننا في الحقوق والواجبات، فكلنا سعوديون، نعمل جنباً إلى جنب، إخوة متعاونون على البر والتقوى والذود عن تراب هذا الوطن الكبير.
إن الدماء التي بللت أرض القديح قد أدمت قلوب كل السعوديين وليس قلوب أهل هذه البلدة فقط، لقد كان الحزن حزن سعودي، والألم عصر قلوب الجميع.
لكنني هنا أكتب بمداد الحب والصفاء الذي تحدث به مواطنو القطيف وما جاورها الشرفاء الأنقياء، هؤلاء المواطنون الذين قالوا بصوت واحد لن نمنح الأعداء فرصة تفريق صفنا ووحدتنا ولحمتنا، أكتب مردداً معهم ذلك مؤكداَ بأننا في الرياض كما في مكة وبريدة وحائل وغيرها من أنحاء الوطن نقف مع أهلنا في القطيف في مصابهم الجلل فلا فروق بيننا في حب هذا الوطن.
مجرمون خوارج يستلذون سفك الدماء كما قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ قال (فإنهم - أي الخوارج - لم يكن أحدٌ شراً على المسلمين منهم، لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مُكفرين لهم، وكانوا مُتدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المُضلة ..)
قال هذا شيخ الإسلام وكأنه يحدثنا عن هؤلاء الدواعش تماماً، فهذه هي عقيدة هؤلاء القوم، فما نشاهده من قتل للصغار والكبار والنساء والشيوخ، يندرج في سياق تعبدهم بهذه الأعمال الإجرامية.
في لقاء تلفزيوني تم معي بُعيد التفجير الآثم قلت إن من يقف وراء هذه الجريمة النكراء هو من آلمته عاصفة الحزم، واليوم نؤكد على ذلك بعد أن صدر البيان الرسمي وحدد المنفذ، فقد تأكد أن الألم الذي قض مضجعهم ويحاولون تخفيفه بهذه العمليات الإجرامية الخسيسة، وأنىَّ لها أن تؤتي ثمرة.
المملكة العربية السعودية بفضل الله لا يوجد فيها أي حزب ولا جماعة، فكلنا حزب واحد ولن يستطيع أحد بإذن الله تحزيبنا، كما فعل المجوس في العراق الجريح حيث كونوا 148 مليشيا مسلحة تُدعم بالمال والسلاح من أجل تدمير هذا البلد العربي المسلم!!
والله المستعان.