عماد المديفر
صمنا رمضان وقمناه، وفرحنا بالعيد، آمنين مطمئنين، بفضل الله ثم بفضل من وعدهم الحق تبارك وتعالى بالجنة بقوله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ..
إنها بشرى عظيمة لأبطالنا المجاهدين في الحد الجنوبي، الذي استنفرهم ولي الأمر للدفاع عن حياض الإسلام، وعوناً لأشقائهم اليمنيين في دفاعهم عن أعراضهم ودمائهم وبلادهم من بطش الميليشيات الإرهابية التكفيرية العميلة، التي زرعتها قوى الشر، فغذتها بالعقائد الفاسدة الدخيلة، ورعتها بالحقد، والكراهية، والتكفير، والتعطش لسفك الدماء، لتنفيذ أجندة تخريبية، تستهدف الهيمنة على رقاب اليمنيين، وسرقة خياراتهم كما فعل الفرس قبل الإسلام، وهي خطوة ضمن مشروع شرير يستهدف الوصول لمكة المكرمة حرسها الله، إذ يعتقد أتباع الولي الفقيه أن نشر الفوضى والاقتتال في اليمن ممهد لخروج «صاحب الزمان المهدي المنتظر»، وعليه فقد عمد هذا النظام الإرهابي الشرير، المبتدع في الاثنى عشرية، إلى إذكاء الطائفية، ونشر الإرهاب، فدعم «القاعدة في جزيرة العرب»، وزرع بذرته الشيطانية في اليمن من خلال المقبور «حسين الحوثي»، مشيعاً من خلال ماكينته الدعائية بين أتباعه بأنه المهدي «حسين اليماني» الذي يقود ثورة اليمن، يقول الكوراني ضمن خزعبلاته المستهدفة للإسلام والمسلمين في كتابه «عصر الظهور»: «وجاء في بعض الروايات عن المهدي عليه السلام أنه (يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة) وكرعة قرية في منطقة بني خَوْلان باليمن قرب صعدة» ثم ينطلق منها لمكة..!
فالمستهدفة إذن في نهاية المطاف هي المملكة، التي يقول عنها محلل استراتيجي أمريكي في خضم حديثه عن الوضع في الدول العربية بعد ما يسمى بـ»الربيع العربي» .. «إن السعودية ما تزال تمثل الصمود الوحيد في بحر الاختلال العربي، إنها القوة الجوهرية للعرب في المنطقة»..!
فتحية إجلال وإكبار لأبطالنا المجاهدين في سبيل الله، المدافعين عن أشقائهم في اليمن وعن أهلهم في المملكة، الحامين لحمى دولة الإسلام، وقبلة المسلمين، المُعلية لكلمة الله، الحاكمة بشرعه، الساعية لكل ما من شأنه خدمة القضايا العربية والإسلامية والإنسانية، وتحقيق العدل، والأمن والسلم العالميين، المحاربة للإرهاب بكافة أشكاله، المنافحة عن مصالحها ومصالح الأمة العربية والإسلامية، والدين الإسلامي الحنيف، بقاؤها قوية يعني بقاء قوة العرب والمسلمين، واهتزازها، يعني ذهاب ريح العرب والمسلمين، وكسر شوكتهم، ونشر للفوضى والخراب في العالم أجمع.
إن ما يقوم به جنودنا البواسل لهو الجهاد الحق، استنفرهم له ولي الأمر لنصر المؤمنين، وإعلاء كلمة الخير والسلم والدين، وقمع الإرهابيين، ودحر أعداء الدين، وصون دماء المسلمين، ومواجهة البغاة العملاء الخونة المعتدين، من تكفيريين، ومرتزقة حاقدين، فلبى أبطالنا النداء.
لقد اصطفى الله سبحانه جنود التحالف لدعم الشرعية في اليمن لهذا الشرف العظيم، الذي هو ذروة سنام الإسلام، وأفضل القربات، وأعظم الطاعات، فحق لهم الفخر، ووجب عليهم الإخلاص، وبشرهم سبحانه إن هم فعلوا ذلك بالنصر، فقال عز من قائل بَرْ: «وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، وقال جل في علاه: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ}، وقد سُئل صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ فقال: «إيمان بالله ورسوله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله... «، وعن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: «لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها». وفي الحديث: «من قتل دون أرضه فهو شهيد»، وينطبق ذلك على جنودنا المرابطين الأشاوس في جميع مناطق المملكة، فلهم أجر الرباط، قال صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار يوم القيامة»، وذكر: «وعين باتت تحرس في سبيل الله»، وقال عليه الصلاة والسلام: «ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس الحرس في أرض خوف لعله لا يرجع إلى أهله».
فهنيئاً لأبطالنا هذه الدرجة الرفيعة، هنيئاً لهم تلبية أمر الله، وتضحيةً في سبيله، فوعدهم سبحانه بإحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، وحق علينا شكرهم، وإجلالهم، فلولا الله ثم تضحياتهم وبطولاتهم لما ركع الراكعون، وطاف بالبيت الطائفون، ولما أمن الناس في عباداتهم، ولسفكت الدماء، وانتهكت الأعراض، وضاعت حوزة الدين.. فيالله كم لهم من أجر عظيم، ولهم علينا حق خلافة الغازي، قال صلى الله عليه وسلم: «من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا».