د. عبدالواحد الحميد
تتجلى أنانية بعض الناس في السلوك المتخلف الذي يمارسونه في الحدائق والأماكن العامة في أيام العيد عندما يرمون النفايات وبقايا الطعام وكل ما لا يحتاجون إليه في أقرب مكان بعد قضاء نزهة جميلة والاستمتاع بما تم توفيره لهم من مرافق راقية كلَّفت الدولة مليارات الريالات.
بعض الناس، من المواطنين والوافدين على حد سواء، يرمي النفاية بلا مبالاه في الأماكن العامة رغم وجود أماكن مخصصة للنفاية! فهل هو التكاسل أم قلة الوعي أم التعمد في تشويه المرافق العامة والإساءة إلى البلد وسمعتها؟
قد يكون كل ذلك أو بعضه، لكن المؤكد أن عدم وجود عقوبة بحق المخالف تجعل بعض الناس لا يهتم بالمرافق العامة، ولهذا نجد أن الحدائق وأماكن الاحتفالات العامة تصبح في الأعياد في وضع مزري يعكس مدى التخلف الذي لابد أن يكون هو الانطباع الذي يخرج به أي إنسان يملك حداً أدنى من الرقي السلوكي هو يرى تلك المناظر الشادخة للذوق السليم.
أمانة منطقة الرياض أعلنت أنها خصصت عشرة آلاف عامل وموظف و ألفاً وسبعمائة آليَّة لنظافة مدينة الرياض وتهيئة مواقع الاحتفالات في العيد، ولكن هل يكفي هذا الجيش الجرار المدجج بشتى أنواع الآليات لضمان المستوى المطلوب من النظافة في الحدائق والأماكن العامة في أيام العيد؟
إنني أشك في ذلك ما لم يكن هناك نظام مُطبَّق للمحافظة على النظافة في الأماكن العامة. فأمانة منطقة الرياض وفَّرت مشكورة كل هذه الإمكانيات، لكن حجم المشكلة وفداحتها أكبر من توفير العمال والآليات. وحتى لو خصصت الأمانة عامل نظافة لكل أسرة أو مجموعة من المتنزهين في الحدائق العامة فإن من المشكوك فيه أن يكون بوسع عمال النظافة ملاحقة واحتواء السلوك المتخلف للكثير من الناس!
شكراً لأمانة منطقة الرياض، ويكون الشكر أكبر لو عملت، هي وغيرها من الأمانات والبلديات في مختلف مناطق المملكة، على استصدار قوانين حازمة تتضمن غرامات على من يسيؤون للبيئة ويلوثونها. وهذا هو المعمول به في سنغافورة وغيرها من البلدان التي قضت على ظاهرة رمي النفايات في الأماكن العامة وتلويثها.