أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: الأسئلةُ كثيرة، ويُقْلِقُ منها بِالْأخَصِّ: لماذا لم تُفَجِّرْ (داعِشٌ) في (إيرانَ) وقد فَجَّرَتْ في أعماقِ دُولٍ نَوَوِيَّةٍ مثلِ فرنسا وبريطانيا ويليها إيطاليا؟.. ولماذا لم تُفَجِّر في (إسرائيل)؛ لتكسب وُدَّ الجماهيرِ العربية والإسلامية؟..
أَإسْرائيلُ أعْظَمُ مَنَعَةً مِن فرنسا مثلاً ؟!.. لماذا لم تُفَجِّرْ في روسيا والصين وبورما وهي تقاتل بِانْتِحارِيّْيِيْنَ يموت منهم واحدٌ ويموتُ بمَوْته مئات.. هل هؤلاء أعصى عليها مِن مِثلِ فرنسا وبريطانيا؟!.. سَيُقال: (داعشٌ) طالتْ أمريكا، وَفَجَّرت فيها ؟!.. ثم ماذا؟.. أليست إسرائيلُ ركَّعَتْ أمريكا وروسيا وغيرهما؛ فهي التي أَبْدَعَتْ كارثةَ سِبْتَمْبَرْ قبل ابتلاع الْعِراق.. ثم الجمرةَ الخبيثة.. ثم تَجَسُّسَ طيرانها على أمريكا.. ثمَّ ضربَت الطائرةِ المِصْرِيَّةَ التي قَضَى فيها حياتَهم خِيرةُ الضُّباطِ والْعَسْكَرِيّيِنْ في أعماق المحيط، ونجا عميلٌ واحد قيل له: اِرْكَبْ في الطائرةِ التي بعدها غداً !!.. ولا تَنْسَوْا أنَّ الملكَ الشُّجاعَ الملكَ عبدَالله بنَ الحسين مَلِكَ الأردن اكتشفَ الأسلحةَ الْفَتَّاكةَ التي تُلْقيها أمريكا تجاه (داعِشٍ) وأخواتها من مُخْتَلِفِ التسميات كالنصرة والقاعدة.. ثم ساد الصمتُ بعد ذلك، وقد أدَّى الملكُ الأُردنيُّ رسالَتَهُ، وَأَبْرَأ ذِمَّتَهُ، وليس بيدهِ بعد هذا أكثر من ذلك.. ثم هذا العراق تحيطُ أمريكا بكلِّ ثقْبِ إبرةٍ فيه : يَعُوْدُ طيرانها بذخيرتِه لم يُلْقِ منها قذيفة واحدةً؛ بحُجَّةِ: أنَّ الاتِّصالاتَ من الجيشِ الْـحُرِّ في سوريا، ومِن المتحالفين العراقيين - وهم شُحْنَةٌ من عملاءِ إيرانَ مِن أمثالِ العبادِّي؛ وهو مُجْرِمٌ إجْرَامُه أَعْظَمُ من إجرامِ المالكي - : لَمْ تُمْدِدْهم بإرشاداتٍ عن تَجَمُّعِ الأعداء ؟!.. يعنون بالأعداء داعِشًا ،والقاعدةَ وأخواتِـهما.. ووقانا اللهُ أكْثَرَ من ثلثي الشَّرِّ بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ أَ يَّدَه اللهُ بقطْعِ الخطِّ على إيرانَ التي يساوِمُ الغرْبُ بها على مُقَدَّرَاتِ أُمَّتنا العربية والإسلامية؛ وذلك بِسَعْيِهِ الصامت، وسعي وليِّ وليِّ العهد ابنهِ محمَّدٍ؛ وذلك بتعامُلِهِ هو مع الأولى بالمفاعِل النووي السِّلْمِي، ومع الثانية بالتحالف الجادِّ الصادِق في حِمايةَ أَمْنِ البلدين؛ وذلك بتوجيهِهِ اِبْنَهُ محمداً.. إذنْ ما الأجْوِبَةُ المُحْرِجة؟.. لا أَعْلَمُ منها غيرَ أنَّ الصهيونِيَّة مِن غير الصهايِنةِ اليهودِ الْــمُغَرِّرِ بهم، وأنَّ الصهيونية اليهودية التي تُؤْمنُ بأنَّ السَّعْيَ بالفسادِ في الأرض هو الْـمُحَقِّقُ حُلْمَهَمْ الميتافيزيقيَّ الخرافيَّ بحكمِ العالَمِ ألف عاِ، ثم تكونُ مَلْحَمَةُ هَرْمَجْدُّون؛ فاستباحوا تصديرَ الْـمُخَدِّراتِ لِلأُمَمِ.. وخسارتُهم المادِيَّةُ أضعافُ أضعافِ رِبْحهم مع ما عُرِفَ عنهم مِن الْبُخْلِ والشُّحِّ بالمالِ ومضاعَفَةِ الربا.. والله لا يُحِبَّ الفسادِ، ودينُه المَعْصومُ الإصلاحُ ومحاربةُ الفساد.. إنَّ الصُّهْيُوْنِيَّتيْنِ (الصهيونيةَ العالَمِيَّةَ المُضَلَّلَةَ بصيغة اسم المفعول، والصُّهْيُوْنيةَ اليهوديةَ التي دِيْنُها مَشْرُوعِيَّةُ الفسادِ في الأرض): هما داعشٌ التي لا دينَ لها غَيْرُ قَطْعِ الرؤوسِ، وإحراقِ الأحياء، ونشْرِ الرعبِ في العالم مُفتَرِيةً على ضعفاء العقول بأنها تسعَى لإقامة الخلافةِ الإسلامية!!.. ووالله قَسَماً بَرّْاً لنْ تقوم خلافةٌ إسلامية برغبةٍ من طائفةٍ، ولا بمظالمَ مُرَوِّعة؛ وإنما ذلك يكون آخِرَ الزمان على يَدِ رَجُلٍ من ذريةِ فاطمة الزهراءِ والحسين بن عليِّ رضي الله عنهم اسمه كاسم رسول الله صلى عليه وسلم، واسم أبيه كاسم أبيه.. تواترتْ النصوصُ الصحيحة بذلك.. ويكون هذا بعدما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه مِن فَتْحِ الْقَسْطنطينيةِ بعقود أو قرونٍ عِلْمُها عند ربي لا يَضِلُّ ربي ولا يَنْسى؛ فمَنْ كذَّبَ ذلك فهو جاحدٌ الحقَّ، وليس له برهان من رَبِّه.. ومن جعل ذلك مُتَحَقِّقاً برغبةِ طائفةٍ فهو مُفْتَرٍ ما لا برهانَ له عليه؛ وكل ذلك لا يقع إلا آخَرَ الزمان، وليس بعده إلا نُزُوْلُ عيسى بنِ مريم يحكمُ بشرعِ أخيه مُحَمَّدٍ صلى الله عليهما وعلى جميع أنبياء الله ورسله وأتباعهم بإحسان أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم؛ فلا تحسير ولا تقصير.. وما عدا ذلك فالمسلمون موعودون بخيرٍ بدفْعِ الله عن طائفةٍ منهم على الحق منصورةٌ لا يُضرُّها مَن خذلها إلى يوم القيامة.. والصهيونيتان وداعش والقاعدة والنصْرة، ووو.. إلخ: هم كلُّ ذلك.. وَيَقِف علمي عند ذلك، وَأُحِيْلُ إلى مَن هو أطول مِنِّي باعًا في العلم بمُتَغَيِّرات العصر؛ وهو ( ع م - ولا أعْلَم مَدْلولَ الرمزِ بالحرفين - محمد فراج الشهري - في مقالتِه المَلِيحةِ المنشورة بهذه الجريدة في عددها (15612) ص 34 يوم السبت 10 -9-1436 هـ. .أقْتَبِس لكم هذه الإفادةَ الكريمة.. قال حفظه الله: (الأمرُ يستلزم منا العودة إلى التذكُّر بأنَّ ما يحدث الآن في العراق وسوريا ما هو إلا نتاجُ دخولِ القوات الأمريكية للعراق؛ إذْ أنها بعد أن أنهت مُهمتَها المزعومة: كانُفْتَرض أنْ تُعيد ترميم البُنْية التحتية العراقية بشكلها العام، وتعيد ترميمَ الجيش الذي فُكِّكَت روابطُه، وتقوم على تدريبه وإعداده بالشكل الذي يضمن سلامة العراق من أي تدخلات خارجية.. لكن ما حصل هو العكس تماماً مِن حيثُ سعتْ إلى خراب العراق، وتفكيكِ قواته العسكرية، وشَرْذمتِه، وإحياءِ النعرات الطائفية.. كما أسهمت في تغلغل الإيرانيين في جميع مفاصل العراق.. وتحوَّل العراقُ إلى مستعمرةٍ إيرانية يتناوب عليها عملاءُ خبثاء مثلُ المالكي، وأصبحت إيران تعبث فيه كيفما تشاء.. ثبت ذلك جليًا لا يقبل الشك ابتداءً بحكومة الخائن (نوري المالكي) عميلِ إيران ومندوبِه السامي في العراق؛ وعن طريقه تم الترتيب لدخول ما يسمى بـ(داعشٍ) التي هي زراعةٌ أمريكية إيرانية إسرائيلية بالتعاون الكامل مع بشَّارٍ الجزَّار وزمرتِه في سوريا، وتمَّ تسليمُ داعشٍ الأرضَ والسلاح؛ لتعيث فسادًا في الأرض.. نعم أمريكا هي مَن تَسَبَّبَ في الانحدار الأمني في العراق خاصة عندما اختار الحاكم الأمريكي بعد احتلال العراق (بول بريمر) دستورًا للعراق، ووضع من خلاله حجَر الأساس لفكرة تقسيم العراق، وإسقاطِ دولته المركزية عندما أقرَّ له الفيدراليةَ.. نعم فقد حاول الاحتلالُ إعادةَ بناء الدولة على أساس طائفي وعرقي مُـمَهِدَاً الطريقَ لما نشاهده هذه الأيام من سيطرة الجماعات الإرهابية منذ (أبو مصعب الزرقاوي) حتى تنظيمِ داعش.. وكأنَّ الأمريكيين استبدلوا طُغيان صدام بطغيان القاعدة والجماعات الإرهابية التي خرجت من عباءتِها؛ ومن ضمنها داعش، ثم أتى بعد ذلك دورُ الخائن عميلِ طهران (المالكي) الذي كان مسؤولاً مسؤوليةً مباشرة عن خراب ودمار ما تبقَّى من العراق؛ فقد أعلن انحيازَه الطائفيَّ، وكرَّس فِكْرَة الطائفية، وتقسيم العراق.. وتحيُّزُه الواضح في كل قراراته وتصرفاته، وتخلِّيه عن المواطنة والدولة الوطنية الديمقراطية التي تتَّسع لكل الطوائف والعِرْقيات والجماعات في عراق عربي موحد.. إلا أنه غيَّر خارطة العراق، وَسَلَبَ قواتِه وقُوْته بعد: سلسلة الانهيارات الأمنية، والهزائم العسكرية، ومصرع مِئات الجنود من العراقيين، وانهيارِ البُنْية العسكرية للجيش العراقي بشكل مُرَوِّعٍ أمام عصابات داعش وعشائرها.. حتى عندما أُقِيل لم يُـحاكَم، وكأنه لم يرتكب أيَّ شيئٍ.. ولم تستطع حكومة (العبادي) أنْ تفعل أيَّ شيئٍ سوى الكلام؛ لأن الألغام الطائفية والسياسيةالأمنية التي زرعها المالكي (وهو الخبير في العمل السري والتخريبي، وفي التآمر خلف الكواليس، والنَّهْلِ من مدرسة الخُبْث الإيرانية البرمكية: أكثرُ من كافيةٍ للإطاحة بكل الجهود، ورغباتِ الإصلاح التي ينوي (العبادي) تنفيذَها؛ فالملاحظ أنَّ مأساةَ (سبايكر).. [قال أبو عبدالرحمن لا أعلمُ معنى هذه الكلمة إلا أنْ تكونَ (سبايا بكر)]، ومصرعَ مئاتِ الجنود العراقيين حتف أنفهم على يد عصابات داعش وحلفائها من البعثيين والقتلَةِ المستأجرين: قد تكررت في مأساة (الصقلاوية) رغم [الصوابُ على الرُّغْم مِن] دعم الطيران الغربي، والدعمَ [مَعْطوفةٌ على ما مضى؛ تَنْفِيذَها] الدولي للعراق.. إلا أن القيادة العسكرية العراقية، وجميعَ مليشيات الحشود الطائفية من أهل الجهاد الكفائي: لم يستطيعوا فكَّ حصارِ الأنبار؛ مِـمَّا أدَّى إلى كارثةٍ عسكرية اعترف بها قادةٌ سابقون مع المالكي.. [قال أبو عبدالرحمن العبادي شَرٌّ مكانًا وَأَضَلُّ سبيلًا].. والسؤالُ المُحَيِّر الذي لم أجد له إجابة: هو: كيف انسحبتْ القوات العراقية من الموصل، ثم من الأنبار والرمادي بدون قتال في الآونة الأخيرة في الوقت نفسه الذي تم فيه انسحابُ قُوَّات الجزَّار بشَّارٍ من (تدمر) وتسليمِها كلَّها لداعش؟!!!!).. قال أبو عبدالرحمن: اِقْرَأوا المقالة بعنوان:(أسرارُ داعِشٍ في العراق وسوريا)؛ فكلها رائع.. حتى إخوانُنَا الأكراد الذين كانوا فَخْراً لأمتنا العربية والإسلامية ابتداءً مِن صلاحِ الدين الأيوبي إلى كافَّة الأيُّوبِيِّيْنَ.. صلاح الدين الذي نتضرَّعُ إلى الله الذي وسع كلَّ شيئ رحمةً وعِلْمَاً: أن يغفرَله ويرحمَه، وأنْ يجزيَه عن الإسلامِ والمُسْلِمِيْنَ خيرَ الجزاء وأَكْرمَه.. لقد تحوَّلَ هؤلاء الأعقابُ إلى ما اشتمل عليه الجوُّ الموْبوءُ من إحياء النَّعرات الجاهلية؛ فكانوا ينتقمونَ من العرب بالقتل وهدمِ البيوت إلى أنْ رضيَتْ عنهم أمريَكا، وحَكَمتْ بأنهم يسْتَحِقون الدَّعْم الأمريكي.. ونُشْهِدُ اللهَ بما عَلِمْنا: أنَّ الْعِراقيّينَ العربَ الأقحاح، ومَنْ كانَت لُغَتُهُمْ العربية من بقايا الأمم وادَّعوا دعواها: كلاهما ظَلَم إخوانَنا الأكرادَ، وَتَـجَنَّوا عليهم، وتنكَّروا لصلاح الدين وَبَقِيَّةِ الأيوبيين، بل رَأوْهُم استعمارًا، وَرَأوْا أن الْـحُكْمَ الأيوبيَّ الكريمَ عارٌ عليهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.. وما كان ينبغي لإخواننا الأكراد أنْ يقبلوا سُوْأَهم بأسوأَ منه؛ بل هم وَرَثَةُ دينٍ قويمٍ ليس فيه شيئ من عُبَيَّةِ الجاهلية، وأعقابُ أئمةٍ حُكَّامِ عَدْلٍ يفخر بهم التاريخ؛ فكان عليهم أن يصبروا ويحتسبوا وينصروا الدين الذي هم ورثته. .ووالله صِدْقًا وعَدْلًا لو كنتُ أمْلِكُ جَحْدَ وكتمانَ ما تنشره الفضائياتُ طَرِيّْاً: لَوَدِدْتُ ذلك؛ فأقول: (هذه أكاذيبُ حِيكتْ حَوْلَهم)، ولكنَّ اللهَ غالِبٌ على أَمْرِ عباده، ولا بُدَّ مِن ما ليس منه بُدٌّ؛ فإلى لقاءٍ عاجلٍ إن شاء الله تعالى، والله المستعان.