فهد بن جليد
المدير هو (الموظف الوحيد) في أي إدارة، الذي لا يُمكن معرفة هل هو (مُجاز) في شهر رمضان أم (لا)؟!
معظم (المديرين) في الأيام العادية، يحضرون بعد بداية الدوام (بساعتين)، وينصرفون قبل نهاية الدوام (بساعة)، فكيف هو الحال مع (زحمات) الشهر الفضيل؟!
الصمت المُطبق هو العنوان الأشهر في معظم المصالح والوزارات هذه الأيام، مع انخفاض مستوى فنون (الترزز) في الأسياب (بالمداخن) و(دلال الرسلان)، وظهور أنواع (الشمغ المعفطة)، والعيون (المغمصة)، والجيوب (المفتوحة)، والتأفف من (الحر)، والتشكي من (تحويلات المترو)!
مُنذ سنوات طويلة، تعوّدت في صلاة التراويح أن أخصّ كل مُدير عملت تحت رئاسته بـ (دعوة رمضانية) بأن (يُعلّي الله مراتبه)، وأن يوفّقه لكل خير, ومما أقول: (اللهم اقبل صيامه وقيامه), ونحن في رمضان أمنح (كل مُدير) على قدر نيته، ولكنني توقفت عن هذا الدعاء، لأن المدير الذي أخبره أنني دعوت له طوال (شهر رمضان)، إما أن يستقيل، أو يُنقل لمكان آخر، أو أن يُعين (مدير جديد) أعلى منه!
أحياناً أشعر أنه يجب عليك أن تتعامل مع (المدير) بلطف وحساسية، فرغم أنه لا يعمل أي شيء في الحياة، إلا أن عليك أن تُسند له كل عمل ونجاح يحصل، وهو (مخلوق كسول) ولكن يُحب أن تصف همّته بالعالية، وروحه بالمُتقدة، وأنها السبب في أن يُنجز الموظفون أعمالهم بشكل يومي وروتيني، ومن دونه ربما تعطَّلت مصالح (الناس) وتوقف الزمن - لا سمح الله -!!
أذكر أن موظفاً دخل على المُدير (بعلبة حلوى) بمناسبة قدوم (مولوده الأول)، فقال له المُدير (مبروك)، ليرد عليه (الموظف الغلابان) بذات الطريقة التي تعود عليها كل مره: هذا بفضل (توجيهاتكم) ومتابعتكم (طال عمرك)!
الموظف لا يلام، فقد تعوّد على هذه (الديباجة) كلما رأى وجه المُدير، اللهم إني صائم!
وعلى دروب الخير نلتقي.