جاسر عبدالعزيز الجاسر
من جديد تُنتهك حقوق المسلمين السنّة في لبنان، فقد أظهرت لقطات (فيديو) لمعتقلين مسلمين من أهل السنّة، وبالتحديد في معتقل روميه في لبنان، وهم يتلقون الضرب الموجع بخراطيم المياه الصلبة (الهوزات) من قِبل عناصر من مخابرات الجيش اللبناني.
السياسيون في لبنان من وزراء، ومنهم من أهل السنّة انشغلوا بمعرفة من سرَّب لقطات الفيديو، ولم يهتموا بالذي ارتكب هذه الجريمة التي أعادت للذاكرة ما فعله المحتلون وحلفاؤهم المليشيات الطائفية في سجن أبو غريب والضحايا من نفس المكون المذهبي.
وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق يقول إن من سرَّب لقطات الفيديو يخدم تنظيمي داعش والنصرة، ولا ندري ما هي الخدمة التي سيحصل عليها هذان التنظيمان، إلا إذا عدَّ الوزير أن هذين التنظيمين وحدهما من يدافع عن أهل السنّة، كما يصوّر في لبنان انسياقاً إلى ما يريد فرضه حزب حسن نصر الله من أن العمليات الإرهابية والمتشددين في لبنان هم فقط من أهل السنّة، وأن كل من يُواجه السنَّة في لبنان من حزب الله ومخابرات الجيش اللبناني، وحتى الجيش اللبناني وقوات الأمن العام يقومون بواجبهم الوطني، ولهذا فإن انتزاع الاعترافات الوهمية من الإسلاميين الذين جمعوهم في الأماكن التي يُشكِّل أهل السنّة فيها الأغلبية كطرابلس وصيدا وغيرهما من الأماكن التي يعرفها رجال المخابرات عمل مشروع، فتعذيب الإسلاميين بعد أن يلصق بهم صفة التشدد (تجاوز) مقبول يُوافق عليه وزير الداخلية نهاد مشنوق، لأن داعش والنصرة هم المستفيدون من معرفة ما يجري ضد أهل السنّة.
المشنوق الذي حظي بالإشادة والتقدير لعمله في وزارة الداخلية، أخذ يُزايد بإظهار مواقف يصفها المعتدلة على حساب أهل السنّة. صحيح أن هناك متشددين وحتى إرهابيين من أهل السنّة، وهم مطاردون وبعضهم في السجون ويتعرضون للتعذيب، ولكن لماذا يُترك الإرهابيون والمتشددون من المكون الآخر طلقاء يمارسون الإرهاب والتخويف، ماذا يفعل إرهابيو حزب الله في عرسال والجرود وصيدا وجميعها مناطق سنيّة.. كيف خفف الحكم عن الوزير ميشيل سماحة، فيما لا يزال الشيخ أحمد الأمير مطارداً.
لا نريد للوزير نهاد المشنوق أن ينضم إلى من يرون جرائم الآخرين تنصب على أهل السنَّة، فيغضون النظر عنها في حين يضخمون أفعال السنّة لإرضاء الأطراف الأخرى لتسويقهم كزعماء للسنّة يمكن التعامل معهم.