جاسر عبدالعزيز الجاسر
أصبح الحذاء سلاح المستضعفين وملازماً للرؤساء وكبار الشخصيات الذين أصبحوا أهدافاً لرماة الأحذية في المناسبات والمؤتمرات الصحفية. آخر من تلقى الرشق بالحذاء حمزة الحوثي أثناء عقده مؤتمراً صحفياً في جنيف من قِبل الصحفية اليمنية والناشطة السياسية ذكرى العراسي التي قاطعت حمزة الحوثي ومنعته من الاسترسال في الكذب وسرد وقائع وهمية عمَّا يجري في اليمن، وبالذات مدينة عدن؛ المدينة التي تقيم بها الصحفية والناشطة السياسية اليمنية، وكعادة العرب بإلقام من يستحق حجراً عندما يمارس الكذب، فإن السيدة الصحفية اليمنية لم تجد حجراً في قاعة المؤتمر، فاستعانت بحذائها الذي كان خير سلاح لإسكات عملاء إيران الذين تعد الأحذية أنظف منهم؛ لأن الحذاء يحمي قدم صاحبه عكس هؤلاء العملاء الذين يضرون بلدانهم خدمةً للأجانب.
والصحفية ذكرى العراسي - التي فقدت هي وعائلتها منزلهم في عدن بعد تفجيره من قِبل عصابات الحوثي- انضمت إلى قافلة المستضعفين الذين استعانوا بصديق أرجلهم (أحذيتهم) لتطهير بلادهم من الطغاة والذين ارتكبوا الجرائم أو جلبوا الشر والحروب لبلدانهم، وقد استهل مواجهة الطغاة من قِبل المستضعفين الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي وجَّه سلاح المستضعفين (الحذاء) ويسمونه بالعراق (القندرة)، حيث قام منتظر الزيدي بقذف (قندرته) باتجاه جورج بوش الابن وبجانبه العميل نوري المالكي ولما لم تصب الفردة الأولى من (قندرة) منتظر الزايدي وجه بوش هدف الصحفي العراقي، وجَّه الفردة الأخرى إلا أنها أيضاً أخطأت الهدف، وهكذا سجّلت هذه الواقعة في عام 2008م، أول استعمال لهذا السلاح الذي لا يمكن منعه، إذ لا يمكن أن يخلع الحضور والصحفيون الذين يحضرون المؤتمرات الصحفية ولا المدعوون في المناسبات أحذيتهم حتى يتم تأمين الرؤساء وكبار المسؤولين من مصافحة الأحذية لوجوههم لتصبح عادةً ومتنفساً لكل من يشعر بضيم فيلجأ إلى صديق قدمه، حذاؤه ليوجهه نحو ذلك الذي يستحق الرشق! وانتقل الغضب من بغداد إلى باكستان، حيث قام رجل برشق الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرّف بالحذاء خارج قاعة المحكمة في مدينة كراتشي التي كان قد مثل أمامها لمحاكمته.
ومن باكستان انتقلت عملية رشق الطغاة من قِبل المستضعفين إلى إيران، إذ تعرّض الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني في شهر سبتمبر - أيلول من عام 2013 للرشق بالحذاء وهو ما يسمونه في إيران بالمداس، والمداس الإيراني وجِّه نحو روحاني بعد عودته من نيويورك من قِبل إيرانيين متشدّدين يعارضون التقارب مع أمريكا، وهو نفس ما تعرَّض له الرئيس الإيراني الذي قبله أحمدي نجاد الذي تلقى حذاء شاب سوري أثناء وجوده في القاهرة، وبعد خروجه من جامع الحسين بسبب دعم نظام إيران لنظام بشار الأسد.
النساء أيضاً نلن نصيبهن من قذف الأحذية، حيث تعرَّضت وزيرة الخارجية الأمريكية للرشق بالحذاء على يد سيدة أمريكية كانت تحضر مؤتمراً حول إعادة تصنيع النفايات في لاس فيغاس.