بقلم - جيم وايتهارست:
قد يبدو الأمر واضحاً للعيان. ولكن إن أردت تعزيز الالتزام لدى الموظّفين، عليك أن تُظهر أنتَ التالي التزاماً. وبغضّ النظر عمّا إذا كنت رئيساً تنفيذياً أو مدير خطّ أوّل، يجب أن تعمل جاهداً للتواصل مع موظّفيك وجهاً لوجه. لكنّ معظم القادة عاجزون عن مجالسة كلّ الموظّفين في شركتهم، وفي كلّ مكتب حول العالم. وبالتالي، هل من حلّ بديل؟
في سياق خبرتي كرئيس تنفيذي لشركة «ريد هات»، تعلّمتُ مدى أهمّية القدرة على الوصول إلى القائد والتواصل معه لتكون القيادة فاعلة. وبالتالي، أحاول التواصل مع الشركاء كلّما أمكن، إمّا شخصيّاً أو عبر البريد الإلكتروني.
وما من أمر يسمح بتطوير الالتزام أكثر من أن يكون القائد عرضة لمساءلة الموظّفين في شركته. وبالتالي، من الضروري أن تتحلّى بالثقة اللازمة لتستوعب أخطاءك وتعترف بها عندما ترتكبها.
فكّر في الأمر: بمن ستثق – بالشخص الذي ينفي وجود أيّ خلل أم بذاك الذي يقرّ بخطئه ويتبع خطّة لتصويبه؟ اكتشفتُ أنّ القادة الذين يُظهرون ضعفاً يدفعون بشركائهم لإظهار قدر أكبر من الالتزام.
في أولى أيّامي كرئيس تنفيذي، استحوذنا على شركة لم تكن التكنولوجيا الكامنة فيها مفتوحة المصدر بالكامل. بيد أنّ إعادة صياغة الشيفرة كانت ستعني أشهراً من العمل. وبعد الكثير من النقاش، اخترتُ دخول السوق بمنتج لم يخضع لأيّ تغييرات وبذلك، ارتكبتُ خطأ كبيراً، لأنّ المنتج لم يعجب أيّاً من شركائنا أو عملائنا، ولم يبقَ علينا إلا أمر واحد نقوم به، وهو إعادة صياغة الشيفرة، ما عنى أنّنا كنّا سنتأخّر عن جدول أعمالنا لأكثر من سنة.
سبّب التأخير شعور عارم بالغضب والإحباط لدى موظّفي «ريد هات». ولكنّني اعترفت أمامهم وأمام مجلس الإدارة بأنّني كنت مخطئاً، وأخبرتهم بأنّنا نبذل قصارى جهدنا لإصلاح الخطأ بأفضل طريقة ممكنة، ما دفع بطاقم الموظّفين بالوثوق بي.
عندما لا تكرّس وقتاً لشرح الدوافع التي حثّتك على اتّخاذ قرار، قد تخطر للموظّفين أسوأ الاحتمالات، فيظّنون أنّك غير ملتزم، أو غبي أو غير مكترث. وهكذا، عندما فسّرتُ المنطق الأساسي الذي اعتمدتُ عليه، أظهر الموظّفون تفهّماً، لنرى بالتالي أنّ شرح السبب الذي يدفع إلى اتّخاذ القرارات يبني الالتزام ويجعلك أيضاً قائداً أقوى.
ليس السماح للآخرين بالوصول إليك، والاعتراف بأخطائك والاعتذار من المسؤوليّات، بل من الأدوات التي يمكنك استعمالها لتعزيز مصداقيّتك وتطوير النفوذ الذي سيسمح لك بالقيادة.
(جيم وايتهارست - هو رئيس «ريد هات» ورئيسها التنفيذي، ومؤلّف كتاب «المؤسّسة المفتوحة»).