سعد السعود
لازال الاتحاد الآسيوي وتحديداً لجنة الانضباط تتفنن في معاقبة الفرق السعودية بكل ما لذ وطاب لها من عقوبات.. فيوماً تغرم.. وآخر توقف.. وثالث تحذر.. ورابع للجمهور تحرم.. في انتقائية عجيبة لكل خطأ يرتكب في ملاعبنا دون سواها.. وكأني بمراقبي الاتحاد الآسيوي يحملون مجاهرهم كل لقاء لرصد أدنى تجاوز لتحين لهم الفرصة لكي يضربوا بيدٍ من حديدٍ بلا رحمة.. حتى خيّل لي أن الراعي الرسمي للاتحاد الآسيوي هي الأندية السعودية لكثرة ما تدفعه من غرامات.. لتضحي أنديتنا مرمى سهام لكل شاردة وواردة من قرارات مجحفة وقاسية.. وكأنه ليس في أسيا سوى فرقنا.
الغريب أن هذا الترصد للتجاوز والتصيد لأي خطأ في المباريات المقامة على أراضينا يقابله في دول أخرى لا مبالاة لما يحدث فيها بل وسكوت عن تصرفاتهم.. فإيران تحديداً لم تترك صورة من صور التجاوزات إلا وارتكبتها.. في المطار مضايقات.. وفي الفنادق سوء خدمة وتجاوزات.. وعند الذهاب للملعب نجد ذات الأمر في المواصلات.. أما داخل الملعب فحدث ولا حرج ما بين هتافات عنصرية وشعارات طائفية وحتى ما يُقام قبل المباريات من فعاليات.. كلها لا تمت لكرة القدم بصلة وليس لها بالروح الرياضية أدنى علاقة.. ومع كل هذا كان مسئولو الاتحاد الآسيوي ولجانه صم بكم عمي.. فلم نسمع قرار ولم نشاهد تحرك ولم نقرأ تحذير.. بل المضحك حد القهقهة أنه بدلاً من معاقبتهم على تجاوزاتهم تم تكريمهم وذلك بنيل الاتحاد الإيراني جائزة أفضل اتحاد آسيوي قبل عامين.. فماذا ننتظر بعدئذ؟!.
عموماً ومع كل هذا التباين الواضح الفاضح بين ما يحدث لأنديتنا من عقوبات رغم أحياناً محدودية التجاوزات بمقابل نظافة سجل فرق إيران من قرارات.. أجدني أتساءل: أين دور الاتحاد السعودي لكرة القدم نحو كل ذلك؟ .. وماذا صنع ممثلونا في الاتحاد الآسيوي حيال ذلك من إيضاح للأمور وتفنيد ما خفي وتبيان ما يحدث من غبن وظلم وتباين؟! .. لا شيء على الإطلاق .. فهل يعقل أن يقابل كل هذا الإجحاف من مسئولي القارة الصفراء بصمت مطبق ممن اؤتمنوا على قيادة اتحاد الكرة أو ممن تم ترشيحهم ليكونوا ممثلين للوطن في أكبر قارة؟!.
وبظني فإن هذا السكوت من اتحادنا وممثلينا عن كل ما حدث ويحدث من عقوبات وغرامات ضدنا دون غيرنا.. هو من جعل الآخر يتمادى في إصدار ما شاء من قرارات ووقتما شاء حيث أدرك أن لا أمامه أحد.. وأن أقصى طموح المتواجدين في صناعة القرار لدينا هو السيطرة على المساحة التي تملؤها الكراسي التي يجلسون عليها.. وعداه فلا يهم أعوقب الهلال أم غرم النصر أو حذر الأهلي كما حدث نهاية الأسبوع الماضي.. ولا عزاء لأنديتنا فقد أثبتت الأحداث أنهم يقفون في العراء لوحدهم دون أدنى دعم أو مساندة.
ألم تكن أولى قبل عام يالربيش؟
من متابعة لردود الأفعال حول استقالة رئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش وجدت أن الأغلب يرونها خبر جيد ومفرح للساحة الرياضية.. فالعمل الذي قدم في لجنة الانضباط كان يشوبه الارتجالية والضبابية والفوضوية.. فالعقوبات كانت تطال فرق وتغض طرفها عن فرق أخرى.. تغلظ العقوبات على لاعب وتتجاهل آخر أو تخففها.. حتى وصل أكثر من في الوسط الرياضي ليس هذا العام بل من عام قبله إلى قناعة تامة بأن هذه اللجنة مع لجنة الحكام هما الأقل جودة والأكثر أخطاءً لتطالهما سهام النقد من كل حدب وصوب.. وحتى يخرج اتحاد الكرة من هذا النقد وتلك الأخطاء وبدلاً من إقالة اللجنتين واختيار كفاءات أخرى نهاية الموسم الماضي إذ به يلتف حول الأمر فيقيل أعضاء اللجنتين ويبقي على رأسي الهرم فيهما.. وكأنك يا أبا زيد ما غزيت.. لنبقى بذات الدائرة من التخبط والعشوائية وعدم الشفافية.
الغريب أن رئيس لجنة الانضباط برر استقالته عبر حسابه في تويتر بأن ذلك بسبب تدخلات في عمل اللجنة من بعض المتنفذين.. وحقيقةً فإن هذا القرار بهذا المبرر كنت سأصفق له كثيراً بل وأشد على تلك الاستقالة لو حدثت قبل عام بالضبط فما يسوقه الآن من سبب للاستقالة كان موجوداً العام الماضي عندما أجبر اتحاد الكرة اللجنة بمعاقبة الأستاذ خالد البلطان.. فلازلت اذكر جيداً أن اللجنة لم تصدر أي عقوبة على الرئيس الشبابي السابق حتى تم الضغط عليها بإصدار قرار ضد البلطان أو الرحيل.. وهذا الكلام ليس نسج خيال مني ولا مجرد تخمينات أو حتى استقراء للأحداث.. بل هو ما أكده عضو اللجنة الإعلامية في اتحاد الكرة الأستاذ حسين الشريف قبل إصدار العقوبة.. حيث أورد ذلك في الزميلة صحيفة عكاظ والتي يعمل فيها وذكر ما نصه: (عزم أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم لإعداد مذكرتين... الثانية إلى لجنة الانضباط لغياب دورها الحازم عن عدد من القضايا الساخنة التي شهدتها الساحة الرياضية وعلى رأسها تصريح الأستاذ خالد البلطان وتطبيق اللائحة بحقه، ومنحها اتحاد الكرة مهلة 7 أيام لعقد الاجتماع على أنه في حالة عدم قيامها بذلك فإن أعضاء المجلس سوف يصوتون على سحب الثقة من اللجنة وحلها).. لتصدر العقوبات بعد ذلك في أقل من 48 ساعة.. ولذلك فمن رضي قبل عام بأن ينحني لعاصفة التدخلات أستغرب الآن بأن يبرر رحيله بهذا السبب ليحاول أن يلعب علينا دور البطولة في مشهد خال من الممثلين.
آخر سطر
شكرا فهد المرداسي شرفتنا رغم كل ما عانيته.. ولي عودة الأسبوع القادم بإذن الله لأكتب مطولاً عن هذا الرجل الذي رفع رؤوسنا في أكبر المحافل العالمية.