تونس - فرح التومي:
نفى وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش ما راج من أخبار حول دعوة الجزائر لسفيرها بتونس على خلفية ازدياد التوتر بين السلطتين التونسية والجزائرية بسبب إمضاء تونس على اتفاقية أولية للتعاون مع أمريكا، رأت فيها الجزائر تهديداً مباشراً لأمنها الداخلي. وأكد البكوش أنّ العلاقات بين البلدين جيّدة، ولا تشوبها شائبة.
يُذكر أنّ الناطق الرسمي باسم حزب التحرير رضا بلحاج كان قد قال إنّ الجزائر غاضبة من تونس على خلفية إمضاء مذكرة التفاهم للتعاون طويل المدى مع الولايات المتحدة الأمريكية التي منحت الجمهورية التونسية صفة الحليف الأساسي غير العضو في حلف الشمال الأطلسي»الناتو».
وصرّح بلحاج بأنّ الجزائر دعت سفيرها للتشاور، معتبراً أنّ تونس بالإمكان أن تصبح بعد توقيع ما وصفها بالاتفاقية «السريّة الخطيرة» تحت طائلة «الناتو» التي وقّعها المستشار السياسي لرئيس الجمهورية محسن مرزوق مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وبالرغم من تأكيدات المسؤولين التونسيين صفاء العلاقة مع الجارة الجزائر إلا أن القاصدين القطر الجزائري يلاقون مضايقات كل يوم بالمعابر الحدودية الشمالية تحديداً، خاصة أنهم اعتادوا التبضع من الجزائر حيث تنخفض أسعار المواد الغذائية، ويتولون بيعها وتوزيعها على الأسواق التونسية.
وتبدو تونس اليوم محاصرة بالمشاكل من الشمال والجنوب؛ إذ تضاعفت حالة الاحتقان السائدة على الحدود مع الجارة ليبيا مع تواصل سلسلة المضايقات التي يتعرض لها التونسيون القاصدون الأراضي الليبية فور إعلان وزير الخارجية الطيب البكوش إغلاق القنصلية التونسية بطرابلس على خلفية تكرر احتجاز دبلوماسيين تونسيين بليبيا من طرف مليشيات قايضت الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح عناصر إرهابية معتقلة لدى السلطات التونسية. ويرجح المتابعون للشأن التونسي أن تشهد الفترة القادمة تضاعفاً للتوتر المسيطر على حدود تونس شمالاً وجنوباً، خاصة على ضوء ما يؤكده خبراء الأمن الشامل الذين كشفوا عن وجود تهديدات حقيقية من طرف الجماعات المسلحة والخلايا النائمة المنتشرة في كامل البلاد التونسية خلال شهر رمضان المعظم. وكان وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي قد اعتبر أنه إذا ما فشلت الجماعات الإرهابية في القيام بهجمات خلال شهر رمضان على تونس فذلك يعد «انتصاراً» لوحدات الجيش وقوات الأمن على الإرهاب ولتونس. ودعا التونسيين إلى دعم المؤسسة الأمنية والعسكرية، فيما أعلنت الوزارة «خطة آمنة» بالتنسيق مع الوحدات العسكرية للتوقي من أي عملية إرهابية خلال شهر رمضان.