هذه قصيدة كتبتُها في الشهيد بإذن الله (الملازم عبد الله يحيى الفيفي)، ذلك الشاب المرابط، الذي حرص على طلب الشهادة؛ فلقي ربه وهو يدافع عن دينه وبلده.. رحمه الله، وأسكنه الفردوس، وجبر مصاب أهله..
بمحيا الخالدين مضى سعيدا
وثغرُ الدّين يطلبُه شهيدا
رمى عينَ العدوّ فأدركتْه
ولو قيلَ اجتنبْها لنْ يحيدا
لعبدِ الله في الميدانِ شأنٌ
يُحدَّث عنهُ مَن سأل المزيدا
إذا أصغى لسيرته لبيبٌ
فأعذب منه لم يسمعْ نشيدا
وأشجع منه لم يُروَى فداءٌ
وأنضر منه لم نفقد رشيدا
تسيّد صفحةَ الأمجادِ رأسًا
فيالخسَار مَنْ أمسوا عبيدا
إلى طهرانَ مدّوها حبالا
فأضحى القيدُ شيطاناً مَريدا
وراح الكربُ يسفكها دماء
فليتَ العقل ألهمهم سديدا
أعبدَالله حسبُك أنّ ربًّا
تكفّل للمجاهد أن يزيدا
وحسبُك يا ابن يحيى أن شعبا
وأهلَ الحكم يَنعون الفقيدا
دخلتَ قلوبهم من غير إذن
فصرتَ لها بذكراكَ الوريدا
وأنسانا شموخُك كُلَّ غالٍ
كأنا قبلُ لم نعرفْ شهيدا
فأجرَى في ضمائرنا حياة
وألقى من حدائقه نضيدا
نقول لدفتر الأيامِ ماذا
كتبتَ فيبتدي فيك القصيدا:
لنا الحربُ التي ما أوقدتها
شمائلُنا نُعدّ لها عديدا
ترجّلَ عن مواكبها شهيدٌ
ليرويَ للورى فصلاً مجيدا
يبثّ سهامَ سعدٍ لا يُبالي
كأن لسعدَ إذْ يرمي حفيدا
فحدّث يا زمانُ حديثَ نصرٍ
فقد حلَفَ المظفّرُ أن يُعِيدا
مُحالٌ أن ينالَ البأسُ منا
وفينا من يرَى في الموتِ عِيدا
- عبدُه بن علي العُمَري