كتبت هذه الكلمات القليلة في حق رحيل جارنا وأخينا ووالدنا عبيد بن محمد بن تركي الفهيد «أبو حمود» الذي وافته المنية يوم الاثنين 28-8-1436هـ، ولكن ما خفف علينا ذلك هو أننا مؤمنون بقدر الله ورحيله، كان مراً وقاسياً، ودعواتنا له بأن يرزقه الله بيتاً في الفردوس الأعلى، ونقول:
تلك اللحظة الفاصلة التي تنتشلنا من السعادة..
وتيقظنا من سبات النعيم والفرح..
تلك الخطوات التي تسبقنا لعزاك..
وكأنها تعيدنا للوراء مع كل خطوة..
فتخبرنا أن الحياة لا تستمر للأبد..
وأننا جميعا راحلون..
ولربما الإقدام التي قدمت إليك اليوم..
ستأتي لأحدهم غدا ولربما لي أنا بعد غد..
مؤمن بالقدر وبالحياة وبالموت..
إلا أن قلوبنا يصعب عليها أن تتقبل ذلك..
وانطفاء نور بسمتك الذي لطالما شهدناه..
يغرس في قلوبنا الألم..
وعدم مرورك على الشارع بقربنا ذاهبون إلى الصلاة..
يجدد فيني الشوق والحنين..
ولكن؟!
رغم أنك رحلت.. إلا أن الأشخاص الذين يتركون خلفهم بصمات قوية..
لا يرحلون.. يبقون.. بداخلنا كشمعة منيرة لا تنطفئ..
تزودها الذكريات والمواقف الطيبة اشتعالا فلا تنعدم..
كلما لمحت جدران بيتك يا جارنا الغالي ستظل في داخلي ذكرى طيبة..
وغرس الجميل لن ننساه..
فلطالما كنت شخصا طيبا عزوفا عن الشر قريب إلى الخير.. لا يسعني أن أعيدك بالبكاء.. ولا يسعني أن أخفف آلام فقدك بالكلمات..
إلى أنني أعلم أنه يسعني أن أدعو لك..
وأن أفضل ما أفعله هو الدعاء لك..
وأن أتذكر كلما مر طيفك أمام عيني قول الله تعالى..
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
اللهم اغفر لأبوحمود وثبته عند السؤال وأعنه واعفُ عنه، اللهم بشّره بجنات النعيم..
وصبّرني وأحبته وأولاده وإخوانه على فقدانه..
اللهم برّد عليه في قبره وأعنا على ذكرك وشكرك..
سأظل أحكي لشوارع الحي ولجدران المساجد والبيوت عنك...
لربما الكلمات والذكريات تخفف علينا الاشتياق لك..
اللهم صبّر أهله وأعنهم وثبتهم وقوِّ قلوبهم على رحيل فقيدهم وفقيدنا..
عين بن فهيد - الأسياح