إطالة دعاء القنوت بالتراويح خلاف السنة ويجب عدم ترتيله ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
بيّن عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سعد بن تركي الخثلان أن إطالة دعاء القنوت في صلاة التراويح خلاف السنة مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أيكم أمّ الناس فليخفف فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة فإذا صلى وحده فليطول ما شاء) والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحفظ أنه دعا في القنوت في صلاة الوتر أصلاً، وقد ائتم به عدد من الصحابة كابن مسعود وحذيفة وابن عباس رضي الله عنهم لكنه علم الحسن كلمات يسيرة (اللهم اهدني فيمن هديت...) فينبغي للإمام عدم الإطالة في الدعاء والاقتصار على المأثور وجوامع الدعاء والبعد عن التكلف.وأوضح الشيخ الخثلان لـ(الجزيرة) أن الترتيل والتغني مشروع في تلاوة القرآن، أما الدعاء - سواء في دعاء القنوت أم غيره – فالمشروع أن يؤتى به بتضرع وخضوع من غير تغن ولا ترتيل، ولهذا فإن المضطر عندما يدعو لا يتغنى في دعائه، ثم إن الدعاء مقام سؤال وطلب حاجة ولا يناسبه التغني والتلحين، ولذا لو أتاك فقير يسألك حاجة وهو يتغنى بسؤاله ويلحنه لربما اعتبرت ذلك سوء أدب منه، والمسلمون بفطرتهم في غير الصلاة يفرقون بين تلاوة القرآن فيتغنون بها وبين الدعاء، فلا يتغنون به ولا يلحنونه فينبغي أن يكون التفريق كذلك في الصلاة، وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (.. على الداعي ألا يشبه الدعاء بالقرآن فيلتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم) وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: (إن التلحين والتطريب والتغني والتقعر والتمطيط في أداء الدعاء منكر عظيم ينافي الضراعة والابتهال والعبودية ، وداعية للرياء والإعجاب وتكثير جمع المعجبين به ، وقد أنكر أهل العلم من يفعل ذلك في القديم والحديث..).