شمعة علي ">
إلى حفيدي علي في عامه الأول:
أشعلا شمعة ولا تطفآها
فضياء الحياة فيض ضياها
أشعلا شمعة فإن عليا
شمعةٌ كلنا بها نتباهى
أشعلاها لفرحة حين يحبو
واهتفا بهجةً إذا ما بداها
أشعلاها لخطوة حين يمشيها
وأخرى لخطوة ما مشاها
أشعلاها لضحكة من عليٍّ
وأعيدا في كل وقت صداها
واملآ كأس بهجتي بأغاريد
عليٍّ، فما أريد سواها
فعليٌّ قصيدة حين تُروى
ينتشي من رَويها من رَواها
قد أضاءت شموعُه، واستضاءت
سودُ أيامنا بنور سناها
مرحباً يا عليّ، عامك هذا
في ليالينا شمسُها وضحاها
فانطلق فرحة وغرد سرورا
وأعدْ للحياة سحر بهاها
وأعدْ نضرة الحياة إلينا
وأعدنا إلى بهيج رُواها
غرد اليوم ما استطعت ابتهاجا
فالليالي غدا تدور رحاها
ورياحُ الأيام تأتي سراعا
مثقلاتٍ بما يثير شجاها
كم سقتني من الرحيق كؤوسا
مزجتها بعلقم من شقاها
وكستني من الحبور ثيابا
واستعادت بغدرها أغلاها
هي هذي الحياة دوماً تراها
تحمل الشوكَ والورود يداها
إن تولّتكَ بالسلامة يوما
فغدا تكفهرّ بؤسا سماها
تلك أيامنا، فعش يا صغيري
مطمئنا مستمتعا بدُماها
ليتني اليومَ يا عليّ كما كانت
حياتي مكلّلاً برضاها
جئتني والزمان غير زماني
وسنيني قد آذنت بدجاها
باغتتني يد السنين وكأسي
في يدِي لم أضعْ عليه شفاها
وربيعي الجميل صار خريفا
وورودي جفّت بقاع إناها
فنأى عن حديقتي كل طير
كان يهفو إلى لطيف شذاها
وجفتني على الدروب خيولٌ
كنت يوما على الدروب فتاها
أنكرتني عيونها إذ رأتني
خطوتي اثّاقلت وضاق مداها
ودروبي تباعدت إذ تدانت
خطواتي وآدني أدناها
كل أيامنا سجالٌ فغردْ
يا صغيري ما دام سِلْما فضاها
- د. عبدالرحمن السماعيل