عباءة من خضراء الدّمن ">
طاشَتْ عليها والسِّهامُ سهامُها
لم تقرأ الأحداثَ ضعفاً هامُها
ما قلَّبَتْ تاريخَها ما استَخْبَرَتْ
صفحاتِهِ فتكسَّرتْ أقلامُها
مَخلوقَةٌ منْ فتْنةٍ فلهيبُها
من جوفِها والجاهلون حطامُها
مغرورَةٌ داسَتْ على حُرماتِه
من غدرِها كي يُستباح حرامُها
لو أنّها رحمَتْ هشاشَةَ نفسِها
ما وَلْوَلَتْ بالهاشمين عظامُها
حسبَتْ هريرَ كلابِها عن قُدْرةٍ
وتَلا هريرَ كلابِها إعلامُها
حتى إذا رامَتْ محيطاتِ العلا
غرقَتْ بساحِلِها ومات مَرامُها
نخرَتْ بها سوس الخيانةِ والخنا
منهارة والباديات رُكامُها
موبوءةٌ داءُ التَّعاظُمِ هدَّها
فتَسرْطَنَتْ من دائها أجسامُها
لا تفرحي إيرانُ فالنّارُ التي
أضرَمْتِها فيكِ انتهى إضرامُها
وطَئي على بركانِ ما لغَّمْتِهِ
يـمَنُ العروبةِ ثار فيكِ وشامُها
ومناكِ إيوانٌ تبخّرَ دربهُ
فاسْتَمْطري ساق المنى أوهامُها
أيعودُ في تِبْرِ العراقِ وقد أبَتْ
لا تحسَبي فمن الحديدِ حسامُها
والعزّ منبرُها وكمْ من دولةٍ
صعدَتْ وذِلَّتَها فضاعَ كلامُها
زعمت وزيفُ المنجزاتِ سرابها
وجنتْ عليها بالبلاءِ لئامُها
نظراتُها لمزابلِ الماضي وهلْ
تعلو وفي إنسانِـها قمّامُها
ما أدركتْ ما حلّ في أسلافِها
ذلّتْ سوى من عزّها إسلامُها
مَنْ ذاد عن عِرضِ الرسولِ وآلهِ
وعنِ الصّحابةِ أنْ تُمَسَّ ذمامُها
لم تعْتَبِرْ والأبرياءُ تزاحَمَتْ
تحتَ الثَّرى أفْتَتْ لها أزلامُها
لكنَّما الأرواحُ في عليائها
والله أكبرُ كمْ طغى ظلاّمُها
والله أكبرُ كمْ تخاذلَ عالَـم
ويُذاعُ في شاشاتِهِ إعدامُها
فاستقبلي إيرانُ يوماً مخزياً
كالغابراتِ أبادَها إجرامُها
إنّي أراهُ بحسْنِ ظنّي بالذي
إنْ ما أرادَ تزَلْزَلَتْ أيّامُها
د. عبدالرحمن الخميس - الرياض