(ريحانة المدائن) ">
بطيبكَ طابتْ أرضُها وسَماها
وطاب اسمُها.. واهًا لطيبكَ واها!
عَقَدْتَ لها في قلب كلِّ مُوَحِّدٍ
عُرى الحُبّ عَقْدًا مذ حللتَ ثراها
ومذ بَرَكَتْ «قَصْواك» فيها تباركتْ
أباطِحُها... آكامُها... وذُراها
يَحُلُّ بها النائي فيحلو مُقامه
وإن كان مُرًّا عيشه بسواها
حللتَ بها عَقْدًا من الدهر فانثنى
على جيدها عِقْدًا به تتباهى
زكا بك ظَهْرُ الأرض فيها وبَطْنُها
وما بَرِحا... لو ينطقانِ لفاها
كلا جانبيها تاه منك على المدى
وواللهِ لا يُلْحى الذي بك تاها
يفوح شذاها منك في الدهر كلما
تَجَدَّدَ دهرٌ فاح فيه شذاها
فلله طيبًا ليس يَنفَدُ نَفْحُه!ُ
ولله مجدًا لا يكادُ يُضاهى!
لها مكرماتٌ يغمر الأرضَ فيضُها
فسبحان من بالمكرمات حَباها!
وجَلَّ الذي قد خَصَّها بمحمدٍ
فنالتْ به بين المدائن جاها
لقد حَسَدَتْها الأرض ظَهْرًا وباطنًا
على شرفٍ لولاك ما حَسَداها
سأبقى مَدينًا للمدينة بالسَّنا
وبالطيب.. من ذا يستطيع وفاها؟
تفيض على الدنيا ضياءً ونفحةً
وما غاض يومًا طيبُها وسَناها
عليك صلاة الله يا من حللتَها
فصار شريفًا رَبْعُها وحِماها
فهد بن علي العبودي - الدلم