لا تسلْني عن الأماني ولكنْ
اسأل الصبرَ: كيف ضاقت سمائي؟!
واسأل النجمَ: كيف بات قريباً
من جفوني كأنَّهُ في رثاءِ
شَدَّتي أنني إلى الحُلمِ أمشي
في رخاءٍ، فيستحيلُ ورائي
وإذا ما طرقتُ باب نجاةٍ
لم يجبني إلا نشيجُ رجاءِ
أُشْرِبَتْ نفسيَ الرَّجاءَ مشوباً
بالتفاتاتِ الراحلين إزائي
من بنى بينهم وبينيَ سدٍّا
من قضى بيننا بهذا التنائي؟!
أعبرُ اليأسَ من مِجَسَّاتِ خوفي
فمضى العُمرُ خيبةً في اقتفائي
لستُ أدري، فلا تسلني إذا ما
كانت الأمنياتُ أصلَ بقائي
أصلَ آهاتي، وانقباضي، وهمِّي
وجْهَ غاياتي، وافتراضَ فنائي
أنا يا صاحب الملامِ مُضاعٌ
ما لهُ في الحياةِ من إيواءِ
فاتني الحظُّ مثلما آمالٍ
عَرَضَتْ لي فلم تُصبْني بماءِ
أيُّهذا الصباحُ أيُّ طريقٍ
ساقنا للقاءِ ذات مساءِ؟
إنها روحي تعتلي ريشتينٍ
من خيالٍ يوماً على الأعباءِ
- مبارك الهاجري