«العقيلات هت تجار نجد، بل منطقة القصيم تحديدا، وهم لا ينتمون في الأساس إلى قبيلة معينة، ولا إلى عائلة بعينها. وهم من الحاضرة، ورأس تجارتهم الإبل والخيل. إضافة إلى بعض التجارات الأخرى، كالاتجار في الأغنام والسمن والملابس والأسلحة والقهوة والشاي والسكر والتّمن والنحاس.
واستمر الوضع على هذه الحال إلى ما يقرب من أربعمائة عام، أي حتى سنة 1370هـ تقريبا، وذلك بقرار من الجامعة العربية عام 1952م الذي انقرضت بعده تلك التجارة مع تواجد كثير من الأسر النجدية السعودية بمختلف الدول العربية، لارتباطهم بأملاك وتجارات أخرى، من خلال إقامتهم وامتداد تجارتهم عبر السنوات الطويلة في تلك البلدان، حيث تمكنوا من ربط تلك الدول العربية والإسلامية ببعضها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا.
وإضافة إلى ما سبق فقد صنع العقيلات ماضيا مجيدا مشرفا لبلادهم في الخارج، كالتحلي بالأمانة والصبر والشجاعة والتعاون وصدق المعاملة. وكانوا مضرب مثل في ذلك، كما كسبوا ثقة حكام الدول العربية، وذاع صيتهم.
من ناحية أخرى، فإن تجارة العقيلات قد اكتسبت شهرة تاريخية بحسن تعاملهم، وعلاقاتهم الوطيدة بغيرهم عبر السنين والأجيال، من خلال معاملات الناس معهم في تجارتهم التي شرعها الله. وللعقيلات علاقات مشرفة وقوية مع أمراء القبائل التي يمرون بها في الطريق. إن تاريخ العقيلات تاريخ ذو شجون، يورث بالنفس العزة، ويقوّي فيها العزيمة، لما يتمتعون به من الشجاعة والكرم والمروءة وحسن الخلق. وهم أهل نخوة ونجدة، معروفون بالبطولة والإقدام، وقد عوّدهم السفر على القوة وتحمل المشاق».
بدر بن صالح الوهيبي - مراجعة وتدقيق: د. إبراهيم صالح الحندود