إبراهيم بكري
نواف بن سعد في المؤتمر كان واثقاً من نفسه مسلطاً الضوء على خطة عمله لأربع سنوات قادمة، تستطيع أن تقرأ بين السطور أن الهلال مقبل على إدارة واعية عنوانها العريض: «نحن» ندير الهلال!!.
رئيس الهلال الجديد طيلة المؤتمر وهو يتحدث بلسان «نحن» أعضاء مجلس الإدارة ولم يقل «أنا» الرئيس، بل حرص في البداية على التعريف بأسماء مجلس إدارته ومهامهم.
في الإدارة الرياضية مدارس كثيرة تختلف عن بعضها لا يمكن تحديد أفضلها والأكثر نجاحاً، فهناك معايير كثيرة تحدد النمط المناسب لكل نادي وفقاً لظروفه المالية وبيئة العمل.
مدرسة نواف بن سعد في إدارة الهلال استطيع أن أشبهها بتجربة «ستيف جوبز» المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أبل، هذه الشركة العملاقة لا يوجد بها لجان تدير العمل بمفهوم تقطيع «الكعكة الإدارية» على جميع أعضاء مجلس الإدارة، في شركة أبل كل عضو مجلس إدارة مسؤول عن منتج وله الصلاحية كاملة بتعيين فريق العمل وفي اجتماعات مجلس الإدارة الدورية كل مسؤول يقدم عرضاً عن الجهود المبذولة والخطط المستقبلية لتطوير هذا المنتج.
نواف بن سعد في المؤتمر الصحفي قطع كعكة العمل الإداري في الهلال ووزعها على جميع أعضاء مجلس الإدارة: كرة القدم، الفئات السنية، الألعاب المختلفة، الاستثمار، الإعلام، المنشئات، القانون، المسؤولية الاجتماعية.
عجينة الإدارة الهلالية الجديدة تبدو من ملامحها الأولى متميزة خاصة أنها لم تهمل الجانب الفني بتطعيم المجلس بخبرات تدريبية ولاعبين سابقين لهم تجربة ناجحة.
عصب الحياة لأي ناد هو «الاستثمار»، مهما كان فكرك الإداري في ظل غياب «المال» سوف تتعطل كثير من المشروعات، هذا الملف يُعدُّ الأصعب في الرياضة السعودية، نواف بن سعد كشف في المؤتمر عن فكرة انشاء شركة استثمارية عقارية أرباحها توزع بالتساوي بين الهلال والمستثمرين.
الفكرة رائعة لكن تنفيذها صعب في السعودية بسبب «البيروقراطية» في الجهات المعنية، شركة الهلال مصيرها ولادة متعسرة أو إجهاض مثل مشروع خصخصة الأندية!!.
نواف بن سعد له تجربة مريرة في معاناة المريض بسبب ذلك ضحى بكرسي نائب الرئيس واستقال من إدارة الهلال السابقة وسافر خارج السعودية لمرافقة ابنته للعلاج، هذه التجربة من الألم حفزت نواف الإِنسان لإنشاء مشروع عبدالرحمن بن سعيد الخيري، من أجل رعاية كل محتاج ومريض من منسوبي الهلال السابقين والحاليين.
رئيس الهلال خريج الإعلام في المؤتمر عزف كثيراً على وتر الإعلام كل ما أخشاه أن «الكلام المعسول» يسحر زملاء المهنة ويجعلهم يجاملون «نواف» على حساب الكيان والصمت على الأخطاء، لست هنا للتحريض على الإدارة الجديدة لكي يمسك الزملاء «سكاكين» لتقطيع جسدها، لكن فقط أذكر أن الإعلامي يملك «قلماً» وليس «طبلاً» لا تقرعوا الطبول فقط امنحوا أقلامكم حرية الرأي لا أكثر.
لا يبقى إلا أن أقول: نواف بن سعد في المؤتمر الصحفي وقع في خطأ إداري والآخر معلوماتي، أكثر من مرة منح جماهير الهلال صلاحيات هي من صلاحيات مجلس الإدارة، يا نواف لكي تنجح أنت تدير الجماهير وليس هي من تديرك، تستطيع من خلال الجماهير قياس مؤشر عملك لكن لا تمنحها سلطة القرار.
أما الخطأ المعلوماتي عندما تحدث نواف بن سعد عن نظام كأس خادم الحرمين الشريفين ذكر أن الفرق الثماني الأولى بجدول ترتيب عبداللطيف جميل هي فقط من تشارك في البطولة.
يا رئيس الهلال هذا النظام القديم تم إلغاؤه في النسخة الحالية بعمل تصفيات تشارك فيها أندية من درجات مختلفة.
كل التوفيق لك يا نواف ولأعضاء مجلس إداراتك لمواصلة الهلال نجاحاته.
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.
هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميلٌ بروحك وشكراً لك.