أحمد محمد الطويان
كنت في مجلس أحد المسؤولين الكبار وهو منهمك في الرد على اتصالات هاتفية، وبعد رابع مكالمة وضع الهاتف والتفت علينا متسائلاً، متى تنتهي (ظاهرة تعرف أحد) سألناه ماذا تقصد بظاهرة تعرف أحد، أجاب ضاحكاً، قال: الناس وأنا ربما منهم إذا كان له موضوع في جهة ما، يتصل على شخص نافذ ويطرح عليه السؤال الشهير (تعرف أحد بالجهة الحكومية الفلانية) لينهي معاملته، ويقضي لزومه ولا يلام في الغالب.
البيروقراطية سمحت للأسف بهذا التدخل غير المستحب في سير الإجراءات الحكومية، لأن التعقيد في الغالب ليس مبرراً، ولا يجب أن يكون موجوداً، ويتم تجاوزه بالواسطة، تساؤل مضيفنا في محله، خصوصاً عندما قال لو اعتبر المشرع كل المراجعين أصحاب واسطة ماذا سيحدث؟ سنكون مضرب مثل في سرعة الإنجاز، نظام أبشر على سبيل المثال، هو واسطة كل المواطنين دون استثناء، سهل حياتهم، وأنهى معاناة المراجعات المملة، قضى «أبشر» على طوابير الأحوال المدنية مثلاً، وعلى الأضابير المكدسة، وعلى بيئة العمل غير الصحية التي كانت سائدة للأسف، بكبسة زر تنهي إجراءاتك، ولا داعي للقلق والاستجداء، ومحاولة التحايل على الأنظمة، وهذه تحسب لوزارة الداخلية.
ماذا لو كان أبشر واسطتك في بقية الوزارات والإدارات؟ ستكون حياتنا أسهل، وتعاملنا مع الأجهزة الحكومية أكثر تنظيماً، ولو أعيد النظر في أنظمة الجهات المتعلقة بحاجات المواطنين، ستكون هذه أكثر إنتاجية، وسيكون المواطن راضياً عن الخدمة، ولن يحتاج إلى معرفة أحد لتيسير أموره.
الجهاز الحكومي يحتاج إلى إعادة ترتيب، وإدخال مفهوم الجودة في أولويات الإدارة، أما ضياع الوقت والجهد في المراجعات الحكومية فيجب أن يواجه بحزم، فالبيروقراطية بوجهها السيئ تعيق التنمية، وتمنع التطوير، وتعطّل العقول. أرجو بحق أن تتخذ التجارب الناجحة نبراساً مضيئاً وعلى رأس هذه التجارب، تجربة الوزارة الأضخم في الكيان الإداري للحكومة وهي وزارة الداخلية، ومن ثم التجارب الناجحة لوزارتي العمل والتجارة، يجب أن تكون الحكومة الإلكترونية واقعاً معاشاً، لا مجرد أحلام، وأن تكون الممارسة الإدارية أكثر تحرراً من قيود وهمية تخترقها «الواسطة».
(تعرف أحد في المرور) كان آخر سؤال وصلني من صديق، وقلت له أنت من يعرف، أجاب متعجباً، لو كنت أعرف ما اتصلت بك، قلت له اذهب إلى المرور غداً صباحاً وستجد من تعرف هناك!
ذهب صاحبي إلى المرور واتصل بي بعد ربع ساعة من دخوله للمبنى، يبشّرني بأن معاملته أنجزت، ويقول لم أحتج لك ولا لواسطتك، أجبته ضاحكاً هذا الذي كنت أعنيه عندما قلت لك بأنك أنت من يعرف أحد هناك،،، كلنا أصدقاء النظام والترتيب والجودة، ولا حاجة للواسطة طالما هناك نظام وتقدير لحاجات الناس وأوقاتهم.
نحتاج إلى جائزة تحفيزية للجهاز الحكومي الأكثر تميزاً في خدمة المواطنين، ولتكون «جائزة الملك سلمان للإدارة الحكومية» بفروع مختلفة تخلق التنافسية، وتجعل القطاعات الحكومية الخدمية تقاتل من أجل تحقيق السمعة الحسنة أمام المسؤولين والمراجعين.
تعرفون أحد في الجهات الحكومية الموغلة في البيروقراطية يتوسط لهذا المقال ليقرأه المسؤول؟!
عن قرب: كل عام وأنتم بخير وصحة ووطننا بأمن وأمان، أعاننا الله على صيام الشهر الفضيل وقيامه.
البيروقراطية سمحت للأسف بهذا التدخل غير المستحب في سير الإجراءات الحكومية، لأن التعقيد في الغالب ليس مبرراً، ولا يجب أن يكون موجوداً، ويتم تجاوزه بالواسطة، تساؤل مضيفنا في محله، خصوصاً عندما قال لو اعتبر المشرع كل المراجعين أصحاب واسطة ماذا سيحدث؟ سنكون مضرب مثل في سرعة الإنجاز، نظام أبشر على سبيل المثال، هو واسطة كل المواطنين دون استثناء، سهل حياتهم، وأنهى معاناة المراجعات المملة، قضى «أبشر» على طوابير الأحوال المدنية مثلاً، وعلى الأضابير المكدسة، وعلى بيئة العمل غير الصحية التي كانت سائدة للأسف، بكبسة زر تنهي إجراءاتك، ولا داعي للقلق والاستجداء، ومحاولة التحايل على الأنظمة، وهذه تحسب لوزارة الداخلية.
ماذا لو كان أبشر واسطتك في بقية الوزارات والإدارات؟ ستكون حياتنا أسهل، وتعاملنا مع الأجهزة الحكومية أكثر تنظيماً، ولو أعيد النظر في أنظمة الجهات المتعلقة بحاجات المواطنين، ستكون هذه أكثر إنتاجية، وسيكون المواطن راضياً عن الخدمة، ولن يحتاج إلى معرفة أحد لتيسير أموره.
الجهاز الحكومي يحتاج إلى إعادة ترتيب، وإدخال مفهوم الجودة في أولويات الإدارة، أما ضياع الوقت والجهد في المراجعات الحكومية فيجب أن يواجه بحزم، فالبيروقراطية بوجهها السيئ تعيق التنمية، وتمنع التطوير، وتعطّل العقول. أرجو بحق أن تتخذ التجارب الناجحة نبراساً مضيئاً وعلى رأس هذه التجارب، تجربة الوزارة الأضخم في الكيان الإداري للحكومة وهي وزارة الداخلية، ومن ثم التجارب الناجحة لوزارتي العمل والتجارة، يجب أن تكون الحكومة الإلكترونية واقعاً معاشاً، لا مجرد أحلام، وأن تكون الممارسة الإدارية أكثر تحرراً من قيود وهمية تخترقها «الواسطة».
(تعرف أحد في المرور) كان آخر سؤال وصلني من صديق، وقلت له أنت من يعرف، أجاب متعجباً، لو كنت أعرف ما اتصلت بك، قلت له اذهب إلى المرور غداً صباحاً وستجد من تعرف هناك!
ذهب صاحبي إلى المرور واتصل بي بعد ربع ساعة من دخوله للمبنى، يبشّرني بأن معاملته أنجزت، ويقول لم أحتج لك ولا لواسطتك، أجبته ضاحكاً هذا الذي كنت أعنيه عندما قلت لك بأنك أنت من يعرف أحد هناك،،، كلنا أصدقاء النظام والترتيب والجودة، ولا حاجة للواسطة طالما هناك نظام وتقدير لحاجات الناس وأوقاتهم.
نحتاج إلى جائزة تحفيزية للجهاز الحكومي الأكثر تميزاً في خدمة المواطنين، ولتكون «جائزة الملك سلمان للإدارة الحكومية» بفروع مختلفة تخلق التنافسية، وتجعل القطاعات الحكومية الخدمية تقاتل من أجل تحقيق السمعة الحسنة أمام المسؤولين والمراجعين.
تعرفون أحد في الجهات الحكومية الموغلة في البيروقراطية يتوسط لهذا المقال ليقرأه المسؤول؟!
عن قرب: كل عام وأنتم بخير وصحة ووطننا بأمن وأمان، أعاننا الله على صيام الشهر الفضيل وقيامه.