عثمان أبوبكر مالي
اليوم أو غداً يحل علينا ضيف كريم عزيز منتظر، يأتي في موعده المعتاد، وتوقيته الثابت الذي لا يتخلف عنه سنوياً، وهو شهر رمضان المبارك، شهر الخير والفضل والنور والرحمة والبركة، شهرٌ تفضل الله سبحانه وتعالى به على عباده المسلمين، وهو شهر القرآن والعبادة؛ إذ فيه الصلوات والتراويح والقيام والصدقات مع الصيام.. فهو شهر نشاط وحيوية للمسلمين جميعاً.
كان شهر رمضان من أنشط الشهور في بعض الأندية الرياضية وأجملها، وكانت مقارها تضج بالشباب الرياضيين وغير الرياضيين؛ فقد كان شهر الثقافة للأندية الرياضية وأجملها؛ إذ كانت تقام في أمسياته ولياليه في كثير منها برامج خاصة به، سواء الرياضية منها أو الثقافية، إضافة إلى المسابقات القرآنية والشبابية وغيرها، غير أن الجانب الثقافي كان يطغى في الشهر الكريم؛ فتقام الأمسيات الثقافية والمهرجانات الرمضانية، التي كان بعضها حديث المجتمع والمدينة، وليس النادي ومرتاديه ومحيطه.. وكانت تحضر بعض الجوانب الاجتماعية والإنسانية في أندية أخرى، مثل سلة المساعدات للفقراء والمحتاجين، وزيارة المرضى، وكسوة العيد، وغيرها من البرامج والمبادرات التي تقلصت تدريجياً حتى اختفت تماماً، ولأسباب مختلفة.
أهم الأسباب التي كانت وراء اختفاء البرامج والأنشطة الرياضية الرمضانية هو دورة الزمن أو الأيام خلال السنوات الماضية؛ إذ أصبحت مباريات الدوري تقام في أول أسابيعه في أوائل الشهر الكريم؛ ما يشغل الأندية وجماهيرها ومسؤوليها بشكل خاص عن أي أنشطة أو برامج أخرى؛ فكرة القدم هي الهوس، وهي الشغل الشاغل للجميع. وقد يكون أحد أسباب اختفاء برامج بعض الأندية عدم توافر الموارد المالية للصرف عليها بالشكل المطلوب.
الرياضة في رمضان تعود هذا العام إلى دورتها في السنوات الماضية؛ فالدوري يبدأ في منتصف شهر أغسطس القادم، أي نهاية شهر شوال؛ وبالتالي فإن أوائل الشهر الكريم (فترة ميتة) كروياً نسبياً في الأندية، وستكون البرامج الرياضية فرصة سانحة لإحياء لياليها وأمسياتها وماضيها البعيد القريب..
وكل رمضان ونحن إلى الله أقرب.
كلام مشفر
* وهو يقبل علينا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكريم؛ فقد كان ذلك ديدن سلفنا الصالح؛ إذ يهتمون بالشهر، ويفرحون بقدومه؛ لأنه شهر الصيام وشهر القرآن؛ تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُغل فيه الشياطين، وتُضاعف فيه الحسنات، وتُرفع الدرجات، وتُغفر الخطايا والسيئات.
* من أشهر المهرجانات الرمضانية الرياضة التي كانت تقام في بعض أنديتنا (على سبيل المثال) مهرجان نادي القادسية في الخُبر، الذي كان يستقطب مشاركين فيه من خارج المدينة بل المنطقة، ومن أشهر برامجه (القريقعان)، الذي أخذ شهرة واسعة. أيضاً نادي الوحدة بمكة كان يتميز بالمحاضرات الدينية والمساجلات الأدبية والندوات الثقافية.
* عدم توافر الموارد المالية للصرف على الأنشطة الرمضانية هو أمر مقدور عليه حالياً، وبشكل كبير جداً، بعد قليل من التنظيم؛ إذ يمكن استقطاب الرعاة الذين يتكفلون بها، ويدعمونها على النحو الذي يحصل في بعض برامج الاحتفالات والترفيه في بعض الإدارات الحكومية الرسمية، مثل الأمانات ومراكز الأحياء وغيرهما.
* قفلة رائعة اختتم بها الاتحاد السعودي لكرة القدم موسمه المثير من خلال جائزة (الكرة الذهبية) في عامها الأول، التي وجدت رواجاً كبيراً وقبولاً واسعاً من قِبل الرياضيين المنصفين والمتابعين.
* من أهم ما لفت نظري خلال حفل تتويج الفائزين السعادة الكبيرة التي ارتسمت على وجوه شخصيات من الرياضيين واللاعبين القدامى، الذين فرحوا بها كثيراً، على اعتبار قيمتها المعنوية، وأهميتها الشخصية. وقد تجلى ذلك بوضوح في الحفل الخطابي والتصريحات التي أعقبت الحفل.
* ولفت نظر الحضور جميعاً التنظيم الكبير الذي كان عليه الحفل، ودقة الفقرات، وانعدام التداخل، وعدم وجود الفوضى المعتادة.. وهو أمر يحسب لفريق العمل، وعلى رأسهم الزميلان عبدالعزيز دبلول الأمين العام للجائزة والمهندس رائد سمرقندي الدينمو الخفي.
* كما حظي الفائزون بالجوائز بالموافقة والتأييد، خاصة تلك التي تخضع للاختيار والتصويت، وهي ثلاث جوائز (أحسن لاعب وأحسن حارس واللاعب الواعد)، وفق ثمانية معايير وضعتها اللجنة، وطبقت على المرشحين والفائزين. أما جوائز الأرقام مثل الهداف والفريق المثالي فهي مفروغ منها.
* ربما اللافت للنظر هو خروج لاعبي الهلال دون تتويج أي من لاعبيه بأي من الجوائز؛ ولعل ذلك يعود إلى أن الجوائز مقتصرة على مستوى الأداء خلال الدوري الذي لم يشهد تألق أي من لاعبيه.. وكان نيفيز واحداً من الخمسة المرشحين، لكن أرقامه لم تؤهله ليكون ضمن الثلاثة الذين دخلوا التصويت.