عثمان أبوبكر مالي
نهاية الأسبوع الحالي يسدل الستار على الموسم الرياضي الحالي، ويرخي سدوله بإقامة مباراة اللقب الغالي المنتظرة، التي ستجمع بين فريقي النصر والهلال على أغلى الكؤوس، الكأس الأولى لملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -.
فريق الاتحاد هو الخاسر الأكبر في الموسم الرياضي الحالي بين الفرق الكبيرة؛ فهو الفريق الوحيد الذي خرج منه خالي الوفاض (صفر اليدين)، يجر أذيال الخيبة، ولم يحقق لقباً أو يقترب منه، أو يلعب على أي نهائي، بل إنه لم يكن في أي من فترات الموسم مقنعاً على الإطلاق أو مؤدياً جيداً على الأقل في المباريات التي خاضها، والتي تؤهله لتحقيق أي من الألقاب أو المنافسة عليها. حتى وهو يتصدر في فترة من فترات الوقت المبكر للدوري قائمة الترتيب لم يكن ذلك سوى نتاج استفادته من الخدمة الكبيرة التي قدمتها له قرعة جدول المباريات، وملاقاته فرق الوسط وما دون أولاً، والفوز عليها، وكان ذلك غالباً يأتي (بولادة متعثرة)، ومن ثم توالت الخسائر عند ملاقاته فرق المقدمة والمقاعد الأولى، قبل أن يغادر الفريق مسابقة كأس سمو ولي العهد على يد فريق من الدرجة الأولى، هو فريق الخليج، بركلات الترجيح، رغم أنه لعب على أرضه وبين جماهيره. ولم يكن الفريق أحسن حالاً في كأس الملك التي لم يلاقِ فيها فرقاً ذات مستوى وقيمة فنية عالية في أدوارها الأولى، وفي الدور نصف النهائي خرج بعد هزيمة مذلة، ونتيجة كبيرة، وبالرأفة من فريق الهلال، الذي لم يحترم مدربه الفريق الاتحادي، وتعامل معه كفريق صغير، وهزمه برباعية مستحقة.
ولا شك في أن ما حصل تتحمله إدارة النادي، التي لم تقدم عملاً حقيقياً يليق بالفريق، ولم تنفذ الكثير من وعود الرئيس وتبشيراته التي قدمها في حملته الانتخابية، ولم تقدم على مبادرات أو خطوات تليق بالمسؤولية الكبيرة التي تصدت لها، ولم تصرف على الفريق بالقدر الذي وعدت به والميزانية التي تفاخرت بها، وذلك منذ بداية الموسم، كما أنها لم تستفد من فترة العلاج المتاحة وإمكانية التصحيح الممكنة في الفترة الشتوية، التي كان بإمكانها أن تعود بالفريق، وتجعله على المسار الصحيح من خلال استقطابات الفترة الشتوية وتغييرات تسجيل اللاعبين المحترفين والمحليين، على النحو الذي فعلته ــ على سبيل المثال ــ إدارة (الإنقاذ الحقيقي) في الهلال عن طريق رئيسه (المكلف) محمد الحميداني، وهو ما لم تستطع إدارة إبراهيم البلوي القيام به، ولسان حالها يقول (العين بصيرة واليد قصيرة)!
وبقي السؤال الكبير الذي يطرحه مدرج الوفاء الاتحادي المخلص، وهو مدرج الذهب الذي حمل الفريق هذا الموسم على حناجر محبيه: ماذا بعد؟ ماذا لدى هذه الإدارة ويمكن أن تفعله في الموسم القادم وتغير به واقع الفريق وأحواله وقدراته وإمكانياته وحضوره غير الوعود الهلامية، والتنظير البعيد عن الواقع، ورفع سقف الطموح بطريقة فجة وصادمة للجماهير؟ إن الخطوات التي اتخذتها أو التي اتُّخذت باسمها لا يمكن أن تفيد الفريق أو تغير من شكله وحاله ووضعيته الموسم القادم، وتحديداً (الاستقطابات) التي تمت، والتي سيحضر بموجبها لاعبون هم احتياطيون لبعض لاعبي الفريق الحالي في المنتخب الأولمبي. فإذا كان الفريق عاجزاً وغير قادر على المقارعة والمنافسة بلاعبيه الحاليين فهل يمكنه المنافسة بمن هم أقل منهم؟ كلا، فالنهوض لا يتم بأنصاف اللاعبين.
كلام مشفر
·أعجب لمن يحمِّلون بيتوركا مدرب الاتحاد وحده (مسؤولية) ما حصل وتعرض له الفريق. إذاً، كيف لمدرب لا يملك فريقه (أدوات) المقارعة والمنافسة أن يصنع فريقاً بطلاً؟ والفريق ينطبق عليه المثل الذي يقول (وحدة قائمة وحدة نائمة)! وعندما حاول (الترقيع) بالانضباط كبّله بعض الأبواق برفضهم وانتقاداتهم، وجرَّؤوا عليه بعض اللاعبين، فأصبح فريقاً بلا هوية.
·إن من يتحمل الوزر الأكبر فيما حصل هو إدارة النادي، وبنسبة خمسين في المائة؛ فهي التي وعدت بالإنقاذ، وهي التي تعهدت بالمنافسة على البطولات الثلاث، وهي التي أهملت الفرص، وهي من فشل في استقطاب اللاعبين، وانتهى الموسم ولم تحضر أي اسم من الأسماء التي يحتاج إليها الفريق أو التي وعدت بها الجمهور.
·يضحكون على أنفسهم أولئك الذين يعتبرون أن تعاقد الإدارة مع مدير فني كبير ولاعبين محترفين هو (قمة الإنجاز) أو ذروة العمل الإداري. الصحيح أن ذلك أبجديات عمل الإدارة وأدنى متطلبات الإدارة وقيادة نادٍ كبير مثل الاتحاد.
·وإذا كان لا يحسب عليها فشل الجهاز الفني وعدم نجاح المحترفين فيحسب عليها الفشل في العلاج وإمكانية التصحيح والاستفادة من فرص وخطوات العودة، ومن لا يفعل ذلك فهو فاقد لأبجديات العمل الإداري.. وفاقد الشيء لا يعطيه.