عثمان أبوبكر مالي
يقدّم غداً الخميس نادي السد القطري (رسمياً) لاعبه الإسباني تشافي هرنانديز لوسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بعد انضمامه إلى صفوف الزعيم الموسم القادم في صفقة جديدة لدوري النجوم القطري، الذي يعد السد المتسيد الأول لبطولاته، وهو قلعة النجوم في الدوحة.
ويسير النجم الإسباني الكبير على خطى العديد من الأسماء ونجوم العالم الذين لعبوا في الدوحة، وارتدوا قميص (الزعيم) القطري، منهم البرازيلي روماريو والإسباني راؤول غونزاليس. وتضم قائمة النجوم العالميين الذين لعبوا في الدوري نفسه أسماء عالمية مختلفة، من أشهرها جوسيب غوراديولا (مدرب برشلونة السابق ومدرب بايرن ميونخ حالياً)، الذي لعب للأهلي القطري، والأرجنتيني المشهور باتيستوتا، ولعب في الأهلي، وفرناندو هيرو الإسباني، ولعب للريان، وتريزيغيه الفرنسي، ولعب لبني ياس، مثله مثل ويلهامسون السويدي (لاعب الهلال) الذي لعب أيضاً للأهلي، والأرجنتيني ليساندرو لوبيز والجناح البرازيلي نيني، واحترفا في الغرافة.
انضمام تشافي للسد يُعد صفقة كروية وفنية عالية؛ فاللاعب البالغ 35 عاماً، الذي خلع للتو (شارة القيادة) وقميص أقوى فريق كروي في العالم (بطل أوروبا)، لا يزال يقدم عطاءاته الكبيرة ومستوياته المميزة وصناعته الفاخرة للعب، وقدرته العجيبة في الاستحواذ وقطع الكرة وتمريرها والاحتفاظ بها؛ ويُعد واحداً من أحسن صناع اللعب في العالم، وسجله حافل بالإنجازات (التاريخية) الكبيرة، ويكفي أن في رصيده (14) بطولة تضم كل بطولات العالم لكرة القدم الكبيرة التي يمكن لناديه ومنتخبات بلاده المشاركة فيها، وتضم مباريات الدوري والكأس المحلية والأوروبية وكؤوس العالم للشباب والكبار والأندية ودوري أبطال أوروبا وأمم أوروبا (مرتين) والسوبر الأوروبي. وإذا أردت أن تتحدث أو تنظر إلى لاعب (ختم البطولات العالمية) بالفعل فقل والتفت إلى تشافي هرنانديز.
آخر مشاركة للنجم العالمي الكبير مع فريقه الإسباني كانت السبت الماضي أمام جوفنتوس الإيطالي، ولعب فيها آخر ربع ساعة، كان قبلها قد حدد مصيره، ووقّع للفريق القطري، بعد أن أصبح لاعباً احتياطياً (بسبب انخفاض أدائه بحكم السن)؛ فقرر أن يذهب إلى مكان آخر ودوري الأداء فيه أضعف، والمجهود فيه أقل، ويفسح المجال في خدمة فريقه الذي يقوده لاسم شاب أكثر حيوية وقدرة ونشاطاً، امتثالا لقانون الحياة واللعبة؛ فكرة القدم لعبة بدنية؛ تحتاج للنشاط والحيوية، ولا تقبل إلا الأقوياء.
كلام مشفر
* يسير تشافي على خطى زميله السابق ولاعب برشلونة غوارديولا بارتداء قميص فريق قطري، وهو الذي سبق أن خلفه في الفريق الكتلوني، غير أن غوارديولا غادر في وقت أبكر كثيراً؛ إذ كان في الثلاثين من عمره.
* تشافي من مواليد عام (1980م)، أي أنه في الثلاثين من عمره. ورغم سجله الكبير وقيادته الطويلة لفريقه ومنتخب بلاده والإنجازات والبطولات العالمية التي حققها إلا أنه جلس في الفترة الأخيرة على دكة البدلاء، ولم يحتج أو يرفض أو يعترض.
* الإنجازات التي حققها تشافي مع البرشا وبقميص المنتخب الإسباني كثيرة وعديدة، وسأعددها حتى تكتمل الصورة للقارئ عن هذا النجم عندما أقول إنه الأسطورة الحقيقية التي ختمت كل البطولات، وهي على النحو الآتي:
* الدوري الإسباني 8 مرات، كأس السوبر الإسباني 6 مرات، دوري أبطال أوروبا 3 مرات، كأس السوبر الأوروبي مرتين، كأس أندية العالم مرتين، كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً مرة واحدة عام 1999م، الميدالية الذهبية الأولمبية عام 2000م، كأس الأمم الأوروبية مرتين، كأس العالم للكبار عام 2010م.
* أما الإنجازات الشخصية والألقاب الخاصة فهي أيضاً كثيرة، من أهمها لقب أفضل لاعب في العالم عام 2010م (جائزة سوكر)، وأفضل لاعب صاعد وأفضل صانع ألعاب في العالم، وغيرها من الألقاب.
* وعندما قرر المغادرة لم يتمسك به ناديه، أو يزمجر جمهوره، أو يرفض عرابوه.. رغم التسليم له بأدواره ومهامه وإنجازاته، ولم يقل أحد (ياما فرحنا)؛ لأنه يلعب لناد صاحب تاريخ وعراقة، ومفهوم لا يختلف عليه رياضيان، هو أنه لا أحد فوق الكيان.
* والبرشا أصلاً بدأ يخطط لهذا الوقت والمرحلة، ويتنبه لرحيل نجومه ولاعبيه الكبار سناً مثل تشافي، ومنهم أيضاً داني الفيش، وهو منذ وقت يقوم بالتصعيد الذي اشتهر به، أو الصفقات المميزة التي يقدم عليها.
* وأكبر دليل على هذا صفقته التي أعلنها، وتزامنت مع رحيل القائد، وفي التوقيت نفسه، واحتمالية مغادرة داني الفيش، وهي صفقة لاعب إشبيلية اليكس فيدال البالغ من العمر 25 عاماً، رغم أنه لن يستطيع اللعب مع فريقه الجديد قبل عام 2016م بسبب العقوبة الموقعة عليه من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).