محمد العبدي
من أصعب الأشياء الكتابة عن الهلال حين يمارس هوايته ويحقق منجزاً جديداً؛ فكلمات الإشادة والثناء لا شك أنها قد استهلكت من خلال إنجازاته المتلاحقة والمتواصلة التي وضعته وحيداً في القمة، وبفارق كبير وكبير جداً عن أقرب منافسيه، أليس هو الزعيم المحلي والقاري.
مع كل بطولة هلالية تكتب المشاعر شعراً ونثراً، ولكن مع كثرتها أصبح المشهد مكرراً والعبارات أيضاً تتكرر؛ فالهلال في القمة دائماً، حتى أفراح الفريق واحتفالاته لا تتعدى محيط الميدان، ومن ثم يعود كل شيء إلى وضعه الطبيعي، ولنا في هذا الموسم نموذج حي، فالهلال الذي تحدث عنه كثيرون بأنه يمر بأسوأ مواسمه هو من وصل لثلاثة نهائيات، وتأهل لربع نهائي القارة كممثل وحيد للوطن في البطولة، وهو الفائز بأغلى البطولات، إذن هو الأول على مستوى الوطن، فاضطر من راهنوا على سقوطه إلى ممارسة الصمت والتواري؛ فالنادي الكبير لديه نوعية من الجماهير تعرف التعامل جيداً مع النادي ومنسوبيه.. فتدفعهم للعطاء بلا حدود، وتدفع من لا يستطيع ممارسة الحفاظ على تقاليد الهلال والتماهي مع أدبياته أن يغادر غير مأسوف عليه لإصلاح الأوضاع بأسرع مما يتخيله أضداده.
يوم الجمعة الماضية كان الهلال أمام معضلة احتمال غيابه عن البطولات لموسمين اثنين فقط، لذا عمل الفريق الأزرق إدارياً وعناصرياً وفنياً للحفاظ على اسم الهلال وهيبته وعنفوانه، ففاز وعاد البطل لتقاليده، ومارس حقه في حصد الذهب وإسعاد جماهيره التي هي سر انتصاراته بالمدرج الأزرق الكبير، قدم النجوم كافة في المجالات الإدارية والفنية واللاعبين وحتى أعضاء الشرف، قدموا من المدرج، لذا فالكل يعرف ماذا يريد هذا المدرج وكيف يفكر وما هي أهدافه.
لذلك أصبح مديح الهلال والإشارة بإنجازاته كمن يكرر نفسه وعباراته، ولهذا توجهت بعض الصحف وبعض البرامج إلى تغيير إستراتيجيتها وممارسة النيل من الهلال للبحث عن مواقع لهم، فالإشادة بالبطل حق، أما السير بطريقة «خالف تعرف» فهي الطريقة للانتشار حتى ولو لم تكن حقاً..
مبروك للهلاليين هلالهم الذي يسعدهم دائماً وأبداً ويترك لمنافسيه متابعة ما يفعله هذا الزعيم لعشاقه وبمنافسيه.