محمد العبدي
وجود الأهلي قريباً من البطولات إثراء للمنافسة ودعم لإثارتها ومتعتها، فما بالك وهو يحققها عبر بطولة مهمة تحمل اسماً مهماً في أول بطولة تحمل اسم ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، أذكر ذلك وأؤكد عليه لأن الأهلي (النادي) الشامل، أحد أضلاع الرياضة السعودية المهمة، وإذا كان الأخضر لم يغب كثيراً عن البطولات وإن حققها بشكل متقطع، إلا أن فريقه الحالي يبدو مُعدّاً بشكل علمي، سواء من ناحية أفراد الفريق أو الجهازين الفني والإداري، أو من خلال إدارة النادي وتفاعلها الإيجابي مع مجلس أعضاء الشرف والجماهير، بطريقة جعلت الأهلي يبدو كفريق واحد متقارب، وأفراده متحابون، وهذا يُسجل للأهلاويين عامة.
مساء الجمعة الماضي، وعند إطلاق الحكم صافرة النهاية أجمعَ الأهلاويون أن الرئيس الفخري الأمير خالد بن عبد الله يقف خلف هذا المنجز الجديد، وهذا شيء طبيعي لمن يعرفون الرياضة السعودية ويتابعونها، فحين يغيب الأهلي تتجه كل الأسئلة صوب الأمير خالد التي تصل في بعض الأحيان لتجاوزات يقبلها الرجل الكبير مقاماً وفهماً وفروسية، لأنه رياضي حقيقي يعي ويدرك أن المنافسات الرياضية يحدث فيها أحياناً غير المتوقع، وبالتالي فتقبُّل ردة الفعل وتحويلها لمصلحة الفريق بدلاً من أن تكون ضده، هي مسؤولية العقلاء وخالد بن عبد الله في مقدمة العقلاء.
ولنا في (الجزيرة) تجارب مع سموه دخل فيها وشاة ومرتزقة وأصحاب أهداف خاصة، ولم نكترث لكل ذلك لأننا نعرف معدن الرجل ورجاحة عقله وبُعد نظره وفهمه للأمور والنظر إليها بمنظار يختلف عن ما يراه أولئك الذين استمرأوا إيقاد نيران الخلافات، ولكن الأمير فوَّت الفرص على أولئك، فكسبَ الجولة كما كسبها مع فريق ديدي وتيلي سانتانا وجروس وغيرهم، فهنيئاً للأهلي بمرجعيته العليا الممثّلة بالأمير خالد، رجل العقل والرياضة والمنافسة الشريفة، ومبروك للأهلاويين رئيسهم المهذب والراقي الأمير فهد بن خالد الذي أثبت بُعد نظر من رشحه، ومن زكّاه لرئاسة إحدى أكبر قلاع الرياضة السعودية، ومبروك للأهلاويين هذا الفريق البطل الذي أعاد المتعة والإثارة للمنافسات المحلية، فوجود الأهلي في قلب المنافسات يُضفي عليها مزيداً من الإثارة الميدانية، وصعوده للمنصات هو الوضع الطبيعي لفريق يمتلك كل الإمكانيات على كافة الأصعدة.. مبروك للأهلي أولى بطولات الموسم التي استحقها بكل جدارة.