جاسر عبدالعزيز الجاسر
اعتدنا كمواطنين أن تكون أبواب ومجالس قادة بلدنا مفتوحة لأبناء البلد لعرض مظالمهم، أو حتى للتباحث والنقاش فيما يهم الوطن والمواطن. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سَنَّ سنة جديدة ستعزز التلاحم والترابط بين أبناء الأمة، وتجعل القيادة قادرة على سماع رأي المواطن، كل فيما يخصه، من خلال دعوة مجموعة متجانسة من أبناء الوطن للقاء خادم الحرمين الشريفين، وفتح حوار معهم يستهدف بحث شؤونهم وكل ما يخصهم. قبل أسابيع التقى -حفظه الله- برجال الأعمال والاقتصاديين، وتلقى الجميع توجيهات قائد الأمة، وقدَّموا اقتراحاتهم وآراءهم. ويوم الأربعاء الماضي التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قادة الحركة الرياضية في المملكة، الذين يمثلون شباب المملكة، وهم قادة مستقبل البلاد وأدواته لتحقيق نهضة وتقدم وتطور لا يتحقق - بعد عون الله - إلا بسواعد الشباب، والذين يجب أن يُعدوا إعداداً سليماً ويُدربوا لتسليم المسؤوليات، وينخرطوا في معاهد وصروح العلم داخلياً وخارجياً.
الملك سلمان الذي يقود نهجاً وعملاً يعتمد دفع الشباب إلى تحمل مسؤولياتهم والمشاركة في قيادة البلاد، وهو ما لمسه كل المتابعين لما يحصل في المملكة وأبرزه الوجوه الشابة في الحكومة السعودية، ودعوة الأسرة الرياضية والشبابية للالتقاء بهم بعد رجال الأعمال والاقتصاديين يبرز الأهمية التي يعلقها قائد الأمة على أبنائه الشباب والذين يقودون المسيرة الشبابية، والمليك كان واضحاً وصريحاً ومباشراً في توجيهه لمن يقودون المسيرة الشبابية..
انبذوا التعصب.. على الشباب أن يكونوا قدوة حسنة للنشء.. يجب أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم.. الشباب هم عماد الأمة وركيزتها الأساسية للنهضة والحضارة.. على الشباب أن يتفانوا في خدمة الوطن وأن يكونوا نموذجاً للآخرين.
هذه التوجيهات تمثل رؤوس أقلام لخارطة طريق يفرغها ويترجمها قادة المؤسسة الرياضية والمنتمون إلى الأنشطة الشبابية من إدارات الحكومة الرسمية والمؤسسات الشعبية ممثلة بالأندية الرياضية والاتحادات، ويا حبذا لو بادر سمو الرئيس العام لرعاية الشباب إلى البدء في إقامة ورش عمل للقادة الرياضيين والشباب سواء العاملين في مكاتب رعاية الشباب أو الأندية الرياضية أو حتى الجمعيات التطوعية في الجامعات أو غيرهم من الشباب المنتمين لهذا الشأن من أكاديميين وصحفيين وحتى مشجعين، لدراسة ما تناولته توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تنوعت في إحاطتها لما يهم الشباب وما يعانون منه. ولعل من أهمها وأكثرها تأثيراً على سلوك الشباب هو التعصب الرياضي الذي أوصى المليك بنبذه والتصدي له، وهي مسؤولية يتشارك فيها الجميع لمحاربتها واجتثاثها، ومنها بالإضافة إلى المؤسسات الرياضية والأندية يشارك الإعلام الرياضي في تأجيجها بهدف الترويج لما تبثه من برامج وما تنشره من صفحات رياضية، وكنموذج نرى برنامجاً رياضياً يومياً يحرص على اختيار (محللين حصريين) أربعة يمثل كل منهم إحدى أندية المقدمة الأكثر شعبية، ومع أن الرابع أقل تعصباً وأكثر هدوءاً إلا أن الثلاثة الآخرين مستفزون ويصدمون المشاهد بالتأجيج الذي يقومون به، ويحولون البرنامج عند مشاركتهم، وعادة ما يوجد اثنان منهم معاً يحولان البرنامج إلى صراخ وعراك لا بد وأن يزيد من مساحة التعصب لدى من يتابع البرنامج منحازاً إلى أحد الأطراف، وفي المقابل هناك صحيفتان رياضيتان متخصصتان تضمان العديد من الأقلام المستفزة والتي تؤجج التعصب وتزيد من مساحة رواده.
الآن نحن في فترة التقاط الأنفاس وتوقف للأنشطة الرياضية، فعلى من بيدهم الأمر وزارة الثقافة والإعلام أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن يستدعوا من يشرفون ويقدمون البرامج الرياضية التلفزيونية والصحف الرياضية ويوجهوهم بأن يرتقوا وألا يقدموا كسب المشاهدين على مصلحة الوطن.