جاسر عبدالعزيز الجاسر
عادت شكاوى أهالي المدن والمناطق التي تخلصت من تنظيم داعش من تعرضها لعمليات اعتداء وحرق منازلهم وحتى قتل أبنائهم من قبل تنظيمات مليشياوية في الحشد الشعبي العراقي. وقد ناشد شيوخ العشائر العربية في قضاء بيجي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة العراقية الذي يفترض فيه أن يكون مسؤولاً عن قوات الحشد الشعبي بعد ارتكاب مليشيات الحشد الشعبي عدداً من عمليات قتل وحرق منازل المواطنين وإبعادهم عن مدنهم في المنطقة المحيطة بقضاء بيجي وداخل مدينة بيجي نفسها.
عمليات القتل الجماعي وحرق منازل أبناء العشائر العربية السنية التي تكررت في بيجي تقوم بها مليشيات حزب الله، وكتائب الإمام علي، وهاتان المليشيتان كلتاهما لم يكن لهما تواجد كبير سابقاً قبل تشكيل الحشد الشعبي، إبان تشكيل المليشيات الطائفية، إلا أنه أصبح ينسب إليهما مع كتائب ما يسمى بأنصار الحق التابعة للمنشق عن الصدريين خضير الخزعلي، ينسب إليهم إرهاب العشائر العربية السنية، وقد قاموا بذلك في مدن كثيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار، وحصر عمليات إرهاب العرب السنة بهذه المليشيات يرى فيه المتابعون لما يجري في العراق توزيع أدوار لاغير، إذ إن جميع قادة مليشيات الحشد الشعبي تقر بهذه الأعمال بداعي أن من تنفذ بهم عمليات الإعدام والقتل وحرق منازلهم ومنعهم من العودة إلى مدنهم سبق لهم التعاون مع تنظيم داعش عندما كانت مليشيات التنظيم تسيطر على مدنهم، ورغم أن هذا الادعاء لم يتأكد منه تماماً، إلا أن العراقيين يعتبرون ذلك بهتاناً وإتهاماً ظالماً؛ لأنه لا يستطيع أحد أن يعارض داعش على المستوى الفردي، بل وحتى على مستوى العشيرة، وقد تعرضت عشيرة البوفهد في محافظة الأنبار إلى تصفية وشبه إبادة على يد داعش عندما عارضت العشيرة التنظيم، ومع هذا، فإن هذه العشائر، ومنهم أبناء البوفهد يتعرضون للقتل والتعذيب على يد مليشيات الحشد الشعبي التي خصصت كتائب حزب الله وكتائب الإمام علي لمهمة ترهيب أبناء العشائر العربية السنية في المحافظات الثلاث لتفريغها من أهلها وإفساح المجال للعوائل والأشخاص الذين تستقدمهم مليشيات الحشد الشعبي من محافظات: ذي قار والقادسية والمثنى والعمارة، بهدف إحداث تغيير ديمغرافي يحقق تواصلاً طائفياً لخدمة أجندات نظام ملالي إيران، ويضمن تمدد الإمبراطورية الفارسية الطائفية الذي يعمل الحشد الشعبي على المساعدة في تحقيقها سواء عن قصد أو غير قصد، أو بوعي أو دون وعي.