د.ثريا العريض
في تويتر أضفت بعفوية وأنا صادقة في ما أقول:
«أرشح الشهداء الأربعة لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، لجائزة نوبل للسلام.. يستحقونها بجدارة. مبادرتهم كانت إنسانية بحتة غير مؤدلجة ولا مسيسة».
وهي جائزة للوطن قبل أن تكون جائزة للأفراد في حد ذاتهم.
الوطن الذي أنجب مثل هؤلاء المبادرين يستحق أن يعرف كل العالم أنه ينجب كراماً نجباء أتقياء مبادرين.. ويخرج من التأطير الجارح أنه لا ينجب إلا الإرهابيين القتلة.
جاءني الكثير من الثناء على هذا الترشيح المستحق. وأيضاً جاءت تساؤلات عفوية من البعض لن أحاول تحليل دوافعها سلباً أو إيجاباً, ولكن سأعرض ما وصل منها حتى الآن وقت كتابة المقال قبل أن أرسله للنشر وأجيب عليها:
أخت متابعة ردت مستفزة لفكرة التخصيص:
«وشهداء الوطن على الحدود ألا يستحقون منك ترشيح؟»
وأخ متابع يضيف:
«شهداء الواجب كثر. لا تمييز بينهم. ومنهم من حمى الوطن بأكمله. من استشهد في بقيق وينبع منعوا بفضل الله تفجير مدن».
وأقول: رحم الله كل شهداء الوطن وبارك بطوناً أنجبتهم وأنشأتهم على فعل الصحيح وتمييزه من الباطل.. كل شهيد استشهد أثناء القيام بواجبه يستحق منا الإعزاز والشكر والتقدير والثناء, ويستحق من مرجعية عمله التكريم المستحق. فعلاً يستحق شهداء الواجب التكريم ولم تقصر القيادة معهم كل في ما يختص بواجبه.
شخصياً أهنئ وأعزي من القلب كل أسرة تشرفت ببطل شهيد..
ولكن هؤلاء الأربعة لم يكونوا يؤدون مهمة واجب مهني التزموا به، بل جاءت مبادرتهم فعلا فرديا خالية من أي تفكير في إجراء أو مردود مهني مسبق. لا دافع فيها إلا الدافع الذاتي للقيام بحماية بيت الله والمصلين المستهدفين بتربص الشر.
وأما الترشيح لجائزة عالمية فهو لتسجيل أنه وطن منجب للكرام المبادرين، ونكسر إطار التحجير على هذا الوطن مصنفاً بأنه لا ينجب إلا الإرهابيين اللئام والمختلين والمضللين.
بوركت أسر أنشأت مثل هؤلاء الأربعة على المحبة والمسؤولية والمبادرة للقيام بالواجب بدافع ذاتي.
ولي الشرف أن أكون أول من يقترح أن يرشحوا لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام وجائزة نوبل العالمية للسلام. فأرشح وطننا الغالي مكرما ضمن نخبة الأوطان المنجبة للمتميزين.
القيادة ليست فعل الواجب فقط بل بصيرة الرؤية لوضوح تميز المتميزين.
أجل..
أرشح شهداء الأربعة لجائزة الملك فيصل للخدمة الإسلام، لجائزة نوبل للسلام.. يستحقونها بجدارة.
ولو فازوا بها أقترح أن يبنى بها أكبر جامع في المنطقة التي أنجبتهم وعلمتهم معنى المسؤولية.. جامع يكون مثل مسماه جامعا يجمع الجميع، مفتوحاً لكل المذاهب.
بارك الله الوطن الذي ينجب النجباء الأخيار المبادرين لحماية الآخرين.
وحمى الله الوطن والمواطنين الأنقياء من شر كل مترصد أو حاقد أو مضلل جاهل لا يدرك الفرق أمام الله بين فعل الأخيار وفعل الأشرار.