د.ثريا العريض
أشعر بالقلق:
الهزيع الأخير من الليل سهد على صفحاتي..
نجمة الفجر ترصد وعداً بما هو آت..
في الليل تأتي الوجوه ترمي بأسرارها على عتباتي..
مطلع قصيدة قديمة يتسرب إلى ذهني وأنا أفكر في ما كنت أقرأه في تويتر قبل لحظات.
في الحقيقة لا أرصد وعداً بل أتشبث برغبة الشعور بالتفاؤل. أنا «المتفائلة الأزلية «.. كما يقول ابني متأملاً تغريداتي بشيء من التناقض!
لا ألومه على شكوكه.. في الحقيقة قنوات التواصل الاجتماعي لا تساعد على التفاؤل, ولا الإيجابية.. ومع أنني أدقق كثيراً في من أسمح لهم بالتواصل والمتابعة إلا أنني أجدها أحياناً تسرب بعض الحوار المسمم بالكثير من الجهل خاصة في الليل. ووراء الأسماء الساترة للهوية يتعالى الكثير من الصخب وتنكشف الكثير من الأمراض النفسية خاصة الحقد الفئوي.
«هذا العذاب الخرافي كيف ورثناه يا وطني؟
لعنة لجريمة من؟»
الحمد لله على قدرة بتر أي تواصل يتأبط شراً بالوطن.
لست وحدي المتفائلة؛ نعلم الآن بوضوح أي عواصف غبار تحيط بأجوائنا.. وفي الغبار تتراجع قدرة الرؤية.. ولكن المتفائل يرى بالبصيرة! ولا يفقد الأمل في القضاء على مصادر الخطر.
هناك من يتربص بالوطن بصمت وهناك من يجرحه بصخب متهور.
ويعرف العقلاء أنه لا بد من التكاتف لحماية الوطن.
وفي الشدائد يصبح وجود الصوت العاقل ضرورة ماسة.
والحمد لله آخر ما وصلني عبر قنوات التواصل الاجتماعي يبشر بالخير.. كثير من التعاطف والتكاتف لإثبات الوطنية والتلاحم الإنساني. وأجمل ما وصل صورة للمصلين يجتمعون شيعة وسنّة لأداء صلاة المغرب اليوم الخميس .
أكتب قبل فجر الجمعة.. وأهرب من بعض ما يتسرب إلى أفكاري قسراً: أصبح يوم الجمعة يرتبط بمشاعر القلق.. ولا أريد أن أفكر في ما قد تحمل الساعات القادمة..
ومع هذا فالأرق يستفزني إلى التفكير.
أتابع ما يستجد وأستعيد في ذهني كل التصريحات والتفاصيل. نحن بخير وقوى الأمن متأهبة، والمواطنون متيقظون.
نحن بخير إذا استطعنا إغلاق المواقع التي تبث الكراهية والإقصائية.
والحمد لله أن الأفعال تتكلم أوضح من الأقوال.
أدعو الله أن يأخذ صانع القرار وقائد المسيرة بزمام الحزم ويقر قانون تجريم الكراهية ليمتنع الجهلة عن الاستفزاز والعبارات النابية وتأجيج الفرقة والتحريض على العنف وتهديد أمن الوطن والمواطنين.
أدعو الله أن يوفق المساعي لإصدار نظام حماية الوحدة الوطنية ليصبح الإخاء وصدق الانتماء مرادفاً للهوية الوطنية وجزءاً لا يتجزأ من متطلباتها.
اللهم هذا دعاء الفجر وأبوابك مفتوحة للدعاء الصادق.