فهد بن جليد
ربما أنها الكذبة الأشهر في تويتر السعودية اليوم، ولكنها حتماً كذبة كشفت لنا مدى مصداقيتنا كشعب مُتسامح، مُحب لفعل الخير، شعب مُتعاطف، يشعر بالرحمة، ويساند المحتاج، ولكنها في ذات الوقت (تدق ناقوس الخطر)؟!
وحتى تتضح الصورة للقراء الكرام، فقد أثار حساب طفلة جميلة على تويتر، فقدت شعرها بسبب السرطان، وتُدعى (سارة إبراهيم) تعاطف المجتمع السعودي، حتى أنّ الكثير من المشاهير غردوا لها، ودعموا حسابها، بل إنّ عدداً كبيراً من الشباب (حلقوا رؤوسهم) على الصفر، تضامناً مع الطفلة ذات الرأس (الأصلع) نتيجة تساقط الشعر من السرطان!
سارة قدمت رقم حسابها لمن يريد مساعدتها مالياً، بل وشاركت في عدد من البرامج التلفزيونية المباشرة عبر الهاتف - كبطلة تحارب السرطان - وحظيت بإعجاب الجميع، وتعاطفهم معها، ومع صوتها الطفولي، وثقافتها العالية، وصبرها الكبير!
فجأة صُدم متعاطو وسائل التواصل الاجتماعي بخبر أنّ الحساب (وهمي)، وأنّ الصورة لطفلة أجنبية، وتم تقديم صور متعددة للطفلة الحقيقة، ولم يفق أهل تويتر من صدمتهم، إلاّ (بالطقطقة) على بعضهم البعض في هاشتاق (كذبة سارة)، وهم يستذكرون مواقف الدعم، ويتناقلون صور من تعاطفوا (بتحليق رؤوسهم)، بل ويعيدون نشر التغريديات المتعاطفة مع (سارة إبراهيم)!
هناك من تكفل برفع دعوى قضائية ضد مُنتحل الحساب الوهمي، وضد صاحبة الحساب المصرفي الذي ربما أنّ أحداً قدم المساعدة المالية من خلاله.. إلخ!.
من الدروس التي يجب أن نستفيد منها في (# كذبة _ سارة)؟!
أولاً: أن نفتخر بصورتنا الجميلة، وأن يستمر تعاطفنا مع مصابي السرطان الحقيقيين والذين هم بحاجة لمساندتنا فعلاً، وألا يتوقف دعمنا، للوقوف إلى جانبهم!
ثانياً: أن نتعلم من الدرس جيداً بأنّ تويتر منصة (غير آمنة)، فيها من الكذب والأخبار المفبركة، والملفقة الكثير، خصوصاً ضد وطننا وقادتنا، مما يمنح شبابنا مساحة أكبر من الوعي والإدراك، وعدم الانجراف خلف كل ما يتم نشره!
ثالثاً: ألا يتغير دعمنا وتعاطفنا مع كل من يحتاج إلى مساعدتنا بحق، ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، فقط نتثبّت ونقدم ما نستطيع عن طريق القنوات الرسمية حماية لنا ولفعل الخير بشكل آمن، بعيداً عن الشبهات!
وعلى دروب الخير نلتقي.