فهد بن جليد
ردود الفعل والتصرفات التي تعقب كل عملية إرهابية يجب أن تكون محل دراسة واهتمام ونظر العقلاء، لمنع أي انشقاق في الصف السعودي، أو انحراف عن الطريق والمسار الصحيح لوحدتنا العظيمة، قد يستغله المتربصون، تحت تأثير الصدمة، وهول المشهد، والترويج للشعور بالخوف والاستهداف!
ما نحتاجه بعد كل حادث إرهابي أن نلتف حول وطننا، وقيادتنا، ونجدّد الثقة في رجال أمننا، ونضع أيدينا بأيدي بعض، لنقف سداً منيعاً في وجه الحاقدين على وطننا وأمننا، والمندسين من دعاة (الفتنة)، وأن نبقى واعين ويقظين لما بين الأحداث؟!
من يقوم بالتخطيط للعمليات الإرهابية التي تستهدف الآمنين من المصليين، لا يمكن أن تقف أطماعه وأهدافه عند الإضرار التي تنتج عن هذا الحادث أو ذاك، فهناك أهداف أبعد يجب أن نُدركها؟!
فخلاف العنوان الكبير (إثارة الفتنة) وانشقاق المجتمع، يمكن قراءة عناوين أخرى، كفقدان الثقة في رجال الأمن، وعجز الدولة والأجهزة الأمنية عن حماية دور العبادة، والترويج لفكرة الاستهداف، ووجوب تشكيل لجان شعبية للحماية... إلخ؟!
واللجان الشعبية هذه - هي (حيلة فارسية) قديمة - طُبّقت في العراق، والبحرين وغيرهما، حيث تبدأ بتنظيم الدخول للمساجد والمزارات، والتفتيش، ثم يتم دعمها بالمال والتدريب من إيران وأعوانها، قبل أن تتطور فيما بعد لتشمل تنظيم الدخول للأحياء، ثم عزلها لتبقى بؤراً وقنابل موقوتة، وإلغاء دور الشُّرط والدوريات الأمنية، ثم في مرحلة لاحقة تكون نواة لتنظيم المظاهرات والثورات الشعبية، التي تهدف من ورائها إيران لإثارة الفتن، وبث القلاقل!
رجال الأمن لا يستحقون مثل هذا النكران والجحود، لدورهم وتضحياتهم البطولية في حماية المجتمع بكل أطيافه دون تفرقه أو تمايز، فعلى مدى عقود من الزمن - وما زالوا حتى اليوم - يقدّمون لنا الشهداء تلو الشهداء، ويحققون النجاحات في كشف وإفشال المخططات الإرهابية قبل وقوعها، وبشهادة العالم وخبراء الأمن الدوليين، من أجل (وطن آمن) بكل مكوناته، ومُجتمع مستقر، فمن المستفيد من مثل هذا الترويج والتفكير الظلامي؟!
تبقى إجابة سمو ولي العهد ووزير الداخلية - حفظه الله - على حديث أحد المواطنين حول هذا الموضوع، منهجاً يدرّس ويطبّق في هذا الباب، فقد قطع الطريق بحزم وعزم على المنتفعين من وراء هذه الحوادث، وتأكيده أن الدولة قائمة بدورها، وأي أحد يحاول القيام بدور الدولة سوف يحاسب!
الإرهاب ضرب الرياض قبل القطيف والدمام، والتصرف الصحيح هو دعم رجال الأمن، ومدِّهم بكل معلومة قد تفيد (منع تكرار) مثل هذه الحوادث في مكان آخر، وتجديد الثقة في دورهم، وقطع الطريق على الحاقدين والمتربصين، فكلنا مستهدفون!
وعلى دروب الخير نلتقي.