«دولة ذات سيادة» نعيش على أرضها وتحت رحاب سمائها.. نمضي في حياتنا اليومية وحياتها.. تجرفنا شؤوننا العاجلة بدنياها المتعجلة بين خطايا الصمت والتجاهل والاستسلام والتنكر والاستعلاء.. خطر لا يقدر على أن يسلبنا أرضنا ولا على استلاب الضمائر، ومحاصرة العقول، وتكميم الأفواه، وشل الأيادي عن تدوين كلمة الحق التي رد بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على أحد أقارب ضحايا القديح مواسيًا ذوي المواطنين معلناً أن حكومتنا الرشيدة قائمة بدورها، و»مَنْ سيحاول القيام بدور الدولة سيُحاسب، ولن تأخذنا بالله لومة لائم».
صرخة كانت من مواطن اخترقت بمرارتها فضاء البيت السعودي تحاول التفريج عما بمكنونها؛ لتنبت بملامحها الرئيسية صوت الوطن الواحد، ورد حاضر في تفاصيل حياتنا اليومية ضد التمييز، واستعادة الكثير من أصوات ومجموعات الحقوق والحريات لبعض من مصداقيتهم الأخلاقية والإنسانية - من انتهاكات فئة ضاله، أو بسبب مقاربات زجت بها الانحيازات الايديولوجية والسياسية وانقلاب نخب فكرية وثقافية ودينية على قيم ومبادئ مجتمعنا الرشيد. رد قوى يؤكد مضامين وترابطات المملكة والمجتمع والمواطن بما تستدعى قيادة مُحنكة وضمائر حية، وعقول نقدية، وأفواه وأيادي لا تخشى في الحق لومة لائم لمجابهة تلك الفئة الضالة التي أبدا لن تأتي بزعزعة صفنا السعودي، فالنفس طويل، وما كان مقصد أخوينا إلا ضلال القنوات الفضائية.
لذا أولت حكومتنا الرشيدة ضرورة الانفتاح على أهل ضحايانا عامة وذوي ضحايا القديح خاصة دون تمييز أو تصنيف والإنصات المخلص لرواياتهم وروايات ذويهم. فكان المُنصت الواعد حاضراً بحنكة القائد لمواجهة وكشف أسراب الظلام المبررة للفوضوية والمروجة لمقايضة الحرية والأمن، وطلبا للحماية من القمع والعنف الرسميين أو يأسًا متعجلًا من فرص التغيير الإيجابي، بل ومواجهة النزوع الكارثي في أوساط المجتمع الإيراني، وبعض خانات حزب الله التي بدأت المملكة في حصر حسابات وعقارات 44 لبنانياً ينتمون لها، بناءً على أمر ولي الأمر. فالإرهاب المُتشدد والتطرف والعنف وتبرير إجرامه ضد المواطن والمجتمع والوطن واستعداء وتخوين جميع الوطن بظلامية أمر غير مقبول، والدولة قائمة وستستمر على مؤسساتها الإدارية والأمنية رساله غايتها أن الأمن لا مساومه فيه وأن الطريق الوحيد أمام من تلَحَفَ بسماء هذه المملكة، وافترش أرضها، أن يضع يده بيد الدولة لضحد الفتنة والنهوض بالعمل المؤسساتي والاجتماعي..
وأخيراً: «نحن مع الدولة».
- حماد الثقفي