مندل عبدالله القباع
هذا الخسيس والمجرم الذي فجَّر مسجد العنود بالدمام ليس فيه ذرة إنسانية بغض النظر عن مذهبه؛ فقتل الآمنين من المسلمين وغيرهم لا تقره الديانات جميعها؛ لأن دماء المسلمين وغيرهم صانها الإسلام، ولا يجوز التعدي على أحد مهما كانت ديانته {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، وكذلك لا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه؛ لأن نفسه هو مؤتمن عليها، فما بالك بهذا المجرم الذي فجَّر وقتل نفسه وثلاثة آخرين معه! ولكن نحمد الله أن رجال الأمن البواسل كانوا له بالمرصاد؛ إذ كان ينوي فعل ما سولت له نفسه بتفجير واستهداف المصلين بجامع العنود بالدمام، لكن أيقظ الله له رجال الأمن، ومنعوه من التفجير داخل المسجد، وفعل فعلته الخسيسة والإجرامية عند بوابة الجامع، ولكن هذا المجرم (قد زُين له عمله فرآه حسناً)، زُين له عمله بعد (غسل دماغه) بالأفكار العدوانية والإرهابية التي ليست وليدة اليوم وإنما منذ ردح من الزمن؛ إذ تم تسميم أفكاره بالعداوة لله ولرسوله وللمسلمين من أبناء هذا الوطن المعطاء والمقيمين فيه.. فهو ليس فيه - كما قلنا - ذرة من الإسلام والإيمان؛ لأن المسلم لا يحقر أخاه المسلم، ولا يخذله، ويحبه (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ولكن - كما قلنا - هذا المجرم لعب في دماغه وتم تسميمه من قِبل أعداء الأمة الإسلامية وأعداء المملكة، وبخاصة الذين لا يريدون للمملكة الاستقرار والأمن، ويحسدونها على ما هي فيه من أمن وأمان واستقرار ورغد العيش.. وأول هؤلاء الأعداء (ملالي إيران وأصحاب العمائم السوداء) الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته، ويحسبون أن المملكة العربية السعودية يخفى عليها دسائسهم وأفعالهم البذيئة والخسيسة والنتنة.. فهم قد فشلوا في تسيير وتسهيل حكومتهم وإدارتها؛ فشعب إيران يعيش الذل والفقر الذي وصل إلى أعلى درجاته، وما مظاهرات العمال في اليوم العالمي للعمال قبل فترة إلا دليل على ما يعانيه شعبها من فقر وقلة عيش كريم؛ إذ كانوا يطالبون برفع الأجور لهم، وحكام إيران مكرسون جهودهم في الحروب ودفع المليارات لهذه الحروب ودعم المتمردين وإشعال الفتنة (في العراق وسوريا ولبنان واليمن)، ولكن هيهات أن ينالوا من زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية.
فنحن - والحمد لله - نعتمد على الله سبحانه وتعالى في تكاتفنا وتعاوننا والوقوف صفاً واحداً لكل من يحاول أن يهدد ويزعزع هذا الكيان الشامخ بدعم وبقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان متعه الله بالصحة والعافية)، الذي قال في أكثر من مرة إنه يهمه بالدرجة الأولى في هذا البلد (ديننا الحنيف) وشعبه المعطاء «وإن كل من قام وفجّر وساند ودعم وأيد سوف تطوله يد العدالة وتطبيق شرع الله بحقه».
اللهم احفظ بلادنا من كيد الأعداء، واحمِ بلادنا من كل سوء ومكروه، ورد كيد من أراد بلادنا بمكروه وشر في نحورهم، ورد كيدهم عليهم، وأدم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان.. وآخر دعوانا (إن الحمد الله رب العالمين).