فاطمة العتيبي
في التاريخ لحظات فارقة تؤدي إلى أحد طريقين إما الطاعة العمياء للانفعالات والغل والسواد ومشاعر الغوغاء والانتقام والتماهي مع الجهلة والأشرار في جنونهم.
وإما الحكمة والتسامي والصمت واتخاذ القرار القوي الصارم الذي يخمد نار المشاعر الجاهلة ويقبر أصوات الغوغاء إلى الأبد.
لقد نال الإرهاب منا، من حاضرنا، ومستقبلنا، واختطف منا شبابنا وذقنا منه ما لم تذقه بلاد أخرى لأن منفذي عملياته هم من بيوتنا ومدارسنا نربيهم ونغذيهم فينقلبون علينا ويحملون عقيدة سوداء حارقة تحيلهم لشظايا مجنونة.
إن ما حدث في القديح وقبله في الدالوة والرياض وجدة وحوادث القتل المتكررة التي تنفذ تحت مظلة الجهاد. لهو حالة تنبئ عن فوات العقل عند هؤلاء وتمكن الشر والجريمة منهم فتاهوا وانغمسوا بما لا يمكن إعادتهم منه فهم جميعا في طريقهم لفعل هذا بنا، كل من ترك أهله وخرج نحو داعش أو قبع في مكان قصي في بيوتنا واستراحاتنا المغلقة يتلقى الأوامر منها هو قاتلنا لا محالة.
عدونا اليوم هو داعش ومن يحركها في الظلام، والحرب عليها تتطلب شيئاً واحداً لا غير:
أن نقطع لسان كل من يكفرنا ويكفر الدولة لأن التكفير هو الرصاصة الأولى في وحدتنا.
علينا أن نكف عن خطاب الكراهية فما سمعته من بعض الشيعة في عزاء القديح من كلمات تنضح بالكراهية لا تختلف عما يقوله الدواعش في خطابهم الحاقد علينا جميعا سنة وشيعة.
إن خطاب الكراهية هو عدونا فقد نال منا ومن نهضتنا وسرق منا سنوات ضوئية كان بإمكاننا الانشغال بها في تحديث وبناء الوطن.
التسامح اليوم والتوقف عند الخطوط المشتركة بيننا كمواطنين لنا حقوق وعلينا واجبات كمجموعة تقيم في هذه البقعة المباركة من الأرض التي تفد إليها الملايين بحثا عن لحظة إيمان صادقة يتطهر فيها البشر من أدران الشر وأوحال الكراهية.
التسامح، التسامح، التسامح، التسامح، مع بعضنا، لنكن رسل سلام للبشرية، ولنبق وطننا ملاذا آمنا لنا جميعا، ولتكن القديح موعداً لوأد خطاب الكراهية إلى الأبد.