ناهد باشطح
فاصلة:
(هناك أمران فيهما إفراط: إبعاد العقل وعدم الاعتراف إلا بالعقل)
-حكمة عالمية-
ما هو سجن العقل البشري وكيف يتم ذلك وهل للعلم تأثير في تحرُّر العقل؟
في حالة الجهل بالشيء ينتهج الإنسان أسلوبين لطلب المعرفة، هما الزعم والادعاء.. لا فرق هنا بين إنسان بسيط أو مثقف، سوى أنّ الإنسان البسيط يمكن أن يتوقف عند حدود الملاحظة والرصد ولا يتجاوزهما إلى التحليل، بينما ينشط المتعلّم لتقديم التحليلات لإثبات خبرته وليدّعي علماً لا يمكن الجزم بصحته تماماً.
ولذلك ليس للعلم تأثير على تحرُّر العقل من قيوده، فالعقل ليس حراً، هو مقيّد كما يقول د. علي الوردي بثلاثة جوانب «نفسية، اجتماعية، حضارية».
أما الجانب النفسي فقيوده العواطف والاتجاهات التي يختزنها العقل الباطن ولا يعرف لها الإنسان تفسيراً، وقيود الجانب الاجتماعي تظهر في انتماء الإنسان لجماعة أو بلد وينساق بأفكاره إليها، بينما تنطوي قيود العقل الحضارية في اشتراك الجماعات في القيم والأهداف ضمن حضارة معينة.
فإذا أردت أن تحرر عقلك من قيوده، فعليك بالوعي الذي لا يمتلكه كثير من حملة الشهادات العلمية العالية، فالوعي لا يتم تعليمه في مقاعد الدراسة في المدارس أو الجامعات، إنه جهدك لتطوير قدرتك على استثمار عقلك كما أراد الله لك كإنسان مكّنه الله من خلافة الأرض.