فوزية الجار الله
منذ سنوات مضت كنا نسمع بأن ثمة مجاعات في العالم، في جنوب إفريقيا وفي الصومال، يومها ربما لم يخطر في ذهن أحد يوماً أنه سيكون ثمة جوع في سوريا على سبيل المثال أو اليمن السعيد. من الطبيعي أن يعاني المستضعفون في سوريا أو اليمن من الجوع بعد قلاقل ومشكلات متواصلة وانصراف للمجتمع كافة من التطوير والبناء إلى صناعة الحرب فأنت هناك إما مقاتل شرس تحمل سلاحاً على كتفك طوال الوقت أو مقاتل دفاعاً عن نفسك سواء كنت مستضعفاً مجرداً من السلاح أو مدافعاً شجاعاً مجبراً على حمل السلاح كي لا تموت في لحظة مثلما تموت الخراف بلا حول منها ولا قوة.
يعاني مجتمعنا من عدم الوعي باحترام النعمة وهَدرِ عَناصرِها سواء كان ذلك على المستوى الحكومي أو الفردي وهو ما يطلق عليه في الاقتصاد « الاستخدام الأمثل للموارد».
لكنني سأتحدث هنا حول الغذاء الذي هو ذلك الطعام بأشكاله المختلفة الذي نحتاج إليه يومياً. والحديث حول ذلك ذو شجون، من العجيب على سبيل المثال أن أرى في أحد المطاعم البريطانية كيف يعلم الوالدان أطفالهما ألا يضعوا في الطبق سوى ما يكفيهم فقط حتى لو كانوا أمام مائدة مفتوحة عامرة مدفوعة الثمن فليس من الضروري ملء الطبق بكل ما لذّ وطاب ثم تركه، ثم أرى صورة أخرى في بلادنا المسلمة التي يحثنا فيها ديننا على احترام النعمة، أرى مشاهد مفجعة مؤلمة سواء كان ذلك في البوفيهات المفتوحة في حفلات الزفاف أو المطاعم كيف يقوم البعض بملء أطباقهم ثم مغادرة المائدة وتركها لكي يتم التخلص منها بعد قليل في حاوية النفايات.
تقوم «جمعية حفظ النعمة» بجهود رائعة في استقبال بقايا الأطعمة وتوزيعها للمحتاجين، ولدي اقتراحان للجمعية:
1- المساهمة في توعية الأفراد حول احترام النعمة من خلال ترشيد الاستهلاك سواء عند الشراء أو في المنازل أو عند الخدمة الذاتية أمام البوفيهات المفتوحة، عملاً بالآية الكريمة (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا).
2- بالنسبة لاسم الجمعية حبذا لو تم تغييره إلى (جمعية الحامدون للنعم) فهو من وجهة نظري أخف لفظا وأسهل كتابة ويمكن كتابته أو لفظه اختصاراً إلى جمعية الحامدون، هذا عدا أنه يتضمن تكريساً لكلمة جميلة هي «الحمد» تلك التي نقولها كلما غادرنا موائدنا الخاصة او تلك التي ندعى إليها.