فوزية الجار الله
نسعد كثيراً كلما تم افتتاح مشروع تنموي أو إنشاء معلم حضاري في وطننا الحبيب..
الرياض مدينة أصيلة عريقة تبدو جذورها ضاربة في عمق التاريخ كما لا يخفى على الجميع، وهي في الوقت ذاته مدينة صحراوية شاسعة هائلة الاتساع يزداد عدد سكانها يوماً بعد يوم.. وهي في هذه الصورة بحاجة دائمة إلى المتنزهات والحدائق والميادين الجميلة لكي يجد ساكنوها متنفساً وراحة للاستمتاع والاسترخاء بعد أيام من الدراسة أو العمل المضني، نبتهج كثيراً بكل بادرة طيبة تمثل إضافة لهذا الألق والجمال، وهذا ماحدث عند افتتاح ساحة البجيري في الدرعية التي تعتبر في مضمونها تخليداً لتاريخ الدرعية باعتبارها مدينة كان لها دور فاعل في تشكيل الدولة السعودية بما فيها مدينة الرياض التي تسمى (العارض) قديماً..
ذهبت إلى هناك أكثر من مرة كان آخرها منذ أسبوعين تقريباً وقد صادف ذلك اليوم يوم «جمعة»، كنا في بداية مايو وكان الجو حاراً، كل شيء بدا مبهجاً، الطراز المعماري القديم، جدران الطين، الأرض الترابية والحجرية، النخيل الذي يتألق في أنحائها شامخاً هنا وهناك، المقاهي والمطاعم الشعبية رغم قلة عددها، الأضواء الهادئة تضفي على الساحة هدوءاً وشيئاً من ملامح رومانسية، لكن لفت نظري أمر هام جداً فيما أرى وهو عدم توظيف الماء ليكون عاملاً مساعداً في تلطيف الأجواء إضافة إلى المشهد الجمالي المريح، نعم يوجد ماء، ثمة جداول وما يمكن تسميته بحيرات صغيرة لكن الملاحظ أن المياه ساكنة لا تتحرك بصورة تحرض على التعاطف والأسى، هذا يعني أنها بعد فترة يسيطة من الزمن سوف تصبح مياهاً آسنة وسوف تكون مرتعاً للحشرات والبعوض، أتمنى أن يلتفت المختصون والمسؤولون هناك إلى هذه الملاحظة، كما أتمنى لو تم استخدام الماء لتلطيف الجو، نظراً لطبيعة أجوائنا الحارة فإذا كان الطقس حاراً في مطلع «مايو»، كيف إذن سيكون الحال في أشهر الصيف القادمة الأكثر حرارة، حبذا لو قام المسؤولون بوضع بضعة نوافير أو إنشاء نظام رش للرذاذ المائي كما هو الحال في المشاعر المقدسة مع وضع بعض المراوح الكبيرة في بعض الزوايا إن أمكن، ذلك لا بد أن يساهم في تخفيف الحرارة إضافة إلى إضفاء لمسة من الانتعاش والحيوية في أنحاء الساحة.
** (لماذا تغيب؟
كأنك لم تدرِ أني زرعتك في جسدي / فازدهرت نقوشاً
وأني نثرتك في أفقي / فاشتعلت شموعاً
وأني رسمتكَ أوديةَ، ومدائنَ مسحورةً
وتشكّلتُ مثلكَ في زرقة الكائنات..
وما زلتُ أولدُ في زهر الكلمات!)
- محمد الفيتوري -