سعد السعود
في الدوريات الأوروبية الكبرى بل وحتى الدول العربية تغريدة واحدة فقط عن تلميح بالتلاعب بالنتائج وليس تصريحاً كفيلة بإشعال نار التحقيقات في الهشيم.. وكلنا يذكر أوروبياً كيف أُسقط يوفنتوس الإيطالي للدرجة الأولى بعد تحقيقات أثبتت تورط مسئوليه بفضيحة تلاعب.. ولم يتم وقتها ردم الموضوع بالسكوت أو المراهنة على الزمن في نسيانه.. بل شاهدنا اتحاد الكرة هناك كيف كان قوياً ففتح تحقيقاً في تلك الاتهامات بشكل حازم.. ولم يعر اهتماماً لاسم ومكانة اليوفي أحد أكبر فرق أوروبا.
وحتى عربياً.. قبل أقل من شهرين قامت الجامعة الملكية المغربية وهي بمثابة اتحاد الكرة لدينا بفتح تحقيق في اتهامات بالتلاعب في نتائج البطولة الوطنية الاحترافية ومحاولة شراء ذمة حارس مرمى من قبل أحد السماسرة لتسهيل التسجيل للفريق المنافس.. بل وقررت الجامعة تشديد المراقبة على باقي مباريات البطولة من أجل ضمان منافسة شريفة وتوفير فرص متساوية بين جميع الأندية وذلك حسب بيان الجامعة المشرفة على كرة القدم هناك.
أما محلياً.. فلازال اتحاد الكرة يمارس صمت القبور.. وينأى بنفسه عن الدخول في عش الدبابير.. ليهرب من مسئولياته والتي أهمها المحافظة على عدالة منافساته والمحافظة على نظافتها من المتلاعبين.. فالاتهامات حول دوري هذا العام بالكيلو وكلها تقدح بالمنافسين وتتهم الذمم.. والتصريحات قبل التلميحات حول التلاعب أسمعت من به صمم.. عدا الاتحاد الذي لم نسمع منه قراراً أو نقرأ عنه فتح تحقيق لكل ما وزع من تهم.. وكأني بمسئوليه وهم يرددون: يا رب سلم.. يا رب سلم!.
الدكتور عبد الرزاق أبو داود يقول: (إذا خسرنا الدوري فليس ذلك نهاية العام.. المهم ألا نخسر أهلينا وأنفسنا.. ثم يختتم تصريحه قائلاً يوماً ما قال جروس مدرب الفريق: آسيا لعبة الشرفاء).. ولست أحتاج أكثر من طالب في الصف الأول الابتدائي ليعرف نقيض الشرفاء ويدرك ما يعنيه الدكتور وهو العضو باتحاد الكرة.. ومع هذا مر تصريحه مرور الكرام.. بلا سؤال أو جواب أو حتى كلام.. مركما مر حديثه بعد بطولة الخليج بأن هناك تدخلات خارجية في المنتخب.. وكان يفترض مساءلة الرجل ومطالبته بالدليل لما يقول في تصريحه أو محاسبته.. ولكن كعادة اتحاد الكرة فهو أضعف من الضعف.. ولم يملك الجرأة على ممارسة صلاحياته.
بل الأدهى من ذلك هو ما كتبه إعلامي أهلاوي بعموده الصحفي في صحيفة رسمية من كلام خطير حيث كتب: (.. كنت ومازلت أقول للأهلاويين لو حققتم كل دوريات العالم لن تحققوا الدوري السعودي.. ثم يضيف: لو ألبستم برشلونة طقم الأهلي فلن تستطيعوا جلب دوري لا يؤمن بطاولة تنافس شريف بل بما تحتها.. صناعة فريق قوي لا يكفي الحاجة.. فرياضتنا تغوص في الفساد لرأسها.. واللعب خارج الملعب بات فعلاً بطولياً يتشدق به المنتصرون).. ماذا بعد هذا الكلام يُقال؟ كيف سُمح لهذا الإعلامي باستباحة عرض الدوري بلا حسيب أو رقيب.. وأين هي أدلته في هذا الكلام المرسل.. وكيف نضمن عدم سلك ذات المسلك من آخرين.. عندما يمر هذا الكلام بمنأى عن : البينة أو العقوبة.
باختصار، عندما يكون رأس الهرم هشا.. يصبح كل من تحته عرضة للانزلاق بالسفح.. فالقيادي الذي لا يملك مقوماتها سيظل عاجزاً عن معاقبة كل المتجاوزين.. ويهرب مع أقرب مخرج لكيلا يصطدم مع الآخرين.. وإداري كهذا لن يكون قادراً على حماية المنافسة وإرساء العدالة.. ولذلك لن نستغرب لو طأطأ اتحاد الكرة رأسه عن هذه الاتهامات كما حدث سابقا.. وسلموا لي على سامي النمري واتهاماته للمهنا ولا تنسوا حمل السلام للمسرحي لاعب الدرعية الذي اتهم رئيس القادسية ولم نسمع بعد أكثر من شهرين ولا حتى صرير أقلام.. ولن أكون متهوراً وأتحدث عن إصدار قرار.. فمع ما أشاهده من لا مبالاة يصبح الحديث عن غير الصمت ضرباً من الجنون.. ولا عزاء لسمعة دورينا عندما يلوكه المتربصون.
على السريع
- فعله النصر مجدداً.. وحقق الدوري بجدارة.. ببساطة إن أردت البحث عن فريق البطولة.. فتش عن الدكة.. وهي من أسعفت البطل بعد إصابة لاعبيه.. فشاهدنا كيف سار برشاقة رغم كل ما أعاقه.
- ما نستفيده من درس الأهلي وصافة بلا خسارة.. هو أنه قد تحافظ على ممتلكاتك وأنت تدافع عن حصنك.. لكن لن تربح معركة إلا بمهاجمة حصون الآخرين.. فالتعادل يسد الجوع لكنه لا يشبع النهم.
- في الشباب موسم للنسيان.. وأول الحلول لنسيانه هي تذكر ما فيه من تقصير.. حتى يتجاوزها الفريق ويعاود المسير.. مدرب ولاعبون أجانب ومحليون.. وركل المنتفعين والمقصرين من الإداريين.. كفيل بإعادة بعث الفريق مجددا للمنافسة.
- كلاسيكو الهلال والاتحاد بكأس الملك.. هو آخر فرصة للفريقين في حفظ ماء وجه موسمهما السيئ.. أعتقد أننا موعودون بمباراة تعيد لنا ذكرى تنافسهما الكبير.. وبظني الفائزسيكون الأقرب للبطولة.
خاتمة
الهلال والأهلي.. المهمة آسيا.. والمكان إيران.. مهمة صعبة لكن آمال محبيهما كبيرة.