د. أحمد الفراج
عندما تذكر كلمة «صهيوني»، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هم اليهود، فقد ارتبطت هذه الكلمة تاريخياً باليهود، وقد يخفى على كثيرين أن هناك مسيحيين صهاينة، وهم من أشد أنصار إسرائيل، ودعمهم لإسرائيل ليس حباً في اليهود، ولكن من منطلقات عقدية مسيحية بحتة، مفادها أن المسيح سوف يعود ثانية، وذلك عندما يتجمّع اليهود في أرض الميعاد، وبالتالي فقد كانوا في منتهى الفرح والحبور، عندما تأسست دولة إسرائيل في عام 1948، كما أقاموا احتفالات صاخبة، وذلك بعد انتصار إسرائيل، وتوسعها، واحتلالها لكثير من الأراضي العربية، في حرب 1967، وقد اعتبروا أن ذلك معجزة إلهية، إذ كان هذا تحقيقاً لنبوءة كتابهم المقدس، مثله مثل تأسيس إسرائيل، والمسيحيون الصهاينة كتلة كبيرة لا يُستهان بها في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانوا سبباً رئيسياً لفوز أكثر من رئيس أمريكي.
من أبرز وعاظ المسيحيين الصهاينة، يأتي اسم جيري فولويل، وهو الذي أسس جامعة، وقال لأتباعه إن الله - تعالى الله عن زعمه - أخبره بأنه سيغفر لكل من يتبرع لهذه الجامعة، وقد كان هذا الواعظ أحد الأسباب الرئيسية لفوز الرئيس رونالد ريجان برئاسة أمريكا، في عام 1980، أما أشهر وعاظ المسيحية الصهيونية، وأحقرهم على الإطلاق، فهو باتريك رابنسون، وهو متعصب وحاقد على الإسلام، ولا يتوقف عن الهجوم عليه، وبما أنه ثري، ويدير منظمة تملك أموالاً طائلة، فإنه يعتبر رقماً صعباً يحسب له المرشحون لرئاسة أمريكا ألف حساب، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الوعظ ليس تجارة رابحة في بلد معين، فهو كذلك حتى في أمريكا، إذ يتبع هذين الواعظين، وغيرهما، مثل الواعظ هربرت ارمسترونق، ووليام بلاكستون، وتيد كروز، فئام كبيرة من الناس، ولا يتوقف هؤلاء المغرّر بهم من الأتباع عند ثروات هؤلاء الوعاظ، ولا عند أسلوب حياتهم المترف، فبعض هؤلاء الوعاظ يمتلك قصوراً عدة، وطائرات خاصة، وكل ذلك من تبرعات الأتباع، والأتباع ليسوا كلهم رعاعاً، فمنهم الطبيب، والمهندس، والطيار، وقد سبق أن ترشح بات روبنسون للرئاسة، ولكنه لم يفز بها، ومع ذلك فهو شخصية يحسب لها ألف حساب.
لا بد عند الحديث عن المسيحيين الصهاينة أن نتوقف عند دورهم في دعم الحزب الجمهوري، فليس سراً أن بعض أبرز ساسة الحزب يتعاطفون مع هذه الشريحة المسيحية المتطرفة، أو على الأقل يتحالفون معها، وهنا يبرز اسم العائلة السياسية الأمريكية الشهيرة «آل بوش»، فما هي ماهية هذه العلاقة؟! والجواب يحتاج إلى مقال مستقل!