صيغة الشمري
أتابع الأعداد المهولة من العوائل السعودية الذين يتجهون إلى مدينة دبي مع كل إجازة دراسية مصطحبين معهم أطفالهم حتى أصبح الكثير من الأطفال السعوديين لا يعتبرون أنفسهم قد قضوا إجازة مدرسية إن لم يذهبوا إلى مدينة دبي التي عرفت كيف تستولي على إعجابهم وتجعلهم لا يفكرون بالسفر إلى غيرها، لأن القائمين على دبي يعرفون أن العوائل الخليجية يكون أمر اختيار وجهة السفر بيد أطفال العائلة الذين مهما خيّرتهم بين مدن العالم لا يختارون مدينة غير دبي، مئات الألوف من العوائل السعودية تذهب في كل إجازة مدرسية إلى هناك، هذه العوائل السعودية
بأطفالها الأبرياء أتوا إلى دبي بحثاً عن الترفيه لأطفالهم غالباً والعوائل السعودية في جميع مدن العالم يلتزمون بالأنظمة والقوانين ويرسمون صوراً زاهية عن السائح السعودي، إن ما تحققه دبي والقائمون عليها للعوائل السعودية هو أمر بسيط لكنه مفقود في جميع المدن السعودية، دبي تحقق للعائلة السعودية ألفة العائلة السعودي كعائلة واحدة دون أدني احتمال حدوث ما يعكر صفو تجمع العائلة أو فرحتها، بل إنك أحياناً تمضي أنت وأطفالك نصف إجازتك في دبي ولا تشاهد من يعكر صفوك أو يثير انتباه ومخاوف أطفالك مثلها مثل جميع المدن العالمية التي تفاخر بقوة الأمن الاجتماعي.
المليارات التي يهدرها السعوديون في سبيل سياحة أطفالهم السنوية أليست السعودية أحق بها.. إن الذين يضربون اقتصادنا السياحي هم أنفسهم الذين يضربون اقتصادنا باختلاق ذرائع وحجج لمنع عجلة التنمية أن تسير ويصبح لنا قوة سياحية عظمى، أقترح على مسؤولي السياحة أن يطلقوا على مشروعاتهم سياحة الترفية عن الأطفال، مع إفهام هواة عرقلة نمو السياحة أن الطفل يذهب إلى دبي لأنه يحب أن يلعب وأمه وأبوه بجانب بعضهما يراقبانه وليس كما يحدث عندنا: يلعب الطفل وهو منشغل الذهن يسأل أمه: لماذا أبي لا يدخل معنا؟!