صيغة الشمري
كثير من الجهات الحكومية أو الخاصة يديرها أناس يتوارثون العادات الإدارية ذاتها، ذهب علم الإدارة وانسلخ من كونه علماً قائماً ليصبح بنوداً مستقاة من العادات والتقاليد وأضيف إليها نكهة بسيطة من علم الإدارة ليتم تمرير الكثير من القرارات على أنها للمصلحة العامة للمنشأة وهي في حقيقتها ليست سوى قرار شخصي للمسؤول غالباً ما يكون ضد مصلحة المنشأة ولكنه يصب في مصلحة المدير القبلية أو النفسية أو (المهايطية)، التوأمة السيامية الإدارية لدى غالبية المديرين السعوديين أصبحت معروفة عند الجميع ويمكن اختراقها، لتعجب أي مدير سعودي عليك أولاً بالمحافظة على سجل
الحضور والإنصراف ولا تقلق من ناحية إنتاجيتك لأنه لايعرف كيف يقيسها ولا يعرف إنتاجية لك غير الحضور والانصراف لذلك قلة قليلة من المديرين السعوديين يجدون أن الموظفين الذين يعملون تحت إدارتهم يستحقون ترقية أو علاوة سنوية، يجب عليك أن تجعل مديرك يرى بأنك تعمل وتجتهد، لا تنسى أن تمر أمام باب مكتبه في الذهاب والعودة لترسم لنفسك صورة ذهنية في داخله عن نفسك وعن عملك، تكبر مشكلة المدير السعودي عندما تكون منشأته تحتك بالجماهير وتقدم خدمات معينة للمواطنين، حيث إن المعادلة وترتيب الأوليات عنده مقلوب بشكل يدعوك للغرابة، اذهب إلى منشأة مطلوب منها أن تخدم المواطن أو الزبون وستجد بشكل واضح أن آخر ما تهتم به هذه المنشأة هو المواطن، أكبر دليل ومثال بسيط على ما نتحدث عنه هي الخطوط السعودية، منذ عرفناها في حياتنا وهي تجعل الزبون أو المواطن في ذيل اولوياتها، لم تستفد من الفرص الاحتكارية التي تتمتع بها، كانت تعرف بل يعرف أصغر موظف يعمل بها أن معيار الرضى عنها لدى المواطنين متدني وأن تجاهلها لهذا الأمر يدعو للاستغراب بل تطهر وكأنها تريد إغضاب المواطن ومناكفته، عشرات السنين وخدمات الخطوط السعودية تنحدر وتسوء ومديروها يتفرجون وكأنهم لايرون شيئاً!، كل فترة يجد مديرو الخطوط السعودية أنفسهم في أزمة مع الرأي العام لكنهم يتعمدون عدم مواجهتها بما بجب من تقدير واحترام ومسؤولية. المسؤول لدينا يفهم أن المهارة الإدارية هي الإصرار على النفي والإنكار، منذ أزمة (لحوم الحمير) وتعامل مديري الخطوط السعودية يفتقد لروح الإدارة الجديدة والتعامل بواقعية واحترام مع ملاحظات وآراء الرأي العام، والآن تواجه الخطوط السعودية مشكلة المقطع المصور الذي يظهر الرعونة التي يتعامل بها موظفوها مع حقائب المسافرين، لا يكفي إخبارنا بوضع آلية جديدة تلغي التدخل البشري، لأن هذه الآلية كان يجب وضعها قبل ظهور هذه المشكلة، نتمنى إخبارنا بشجاعة واعتراف المديرين المسؤولين عن هذه الفضيحة واستقالتهم احتراماً للرأي العام الذي يبدو أنه آخر مايهم مديري الخطوط السعودية!.