حمد بن فراج الجمهور
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قاد المملكة خلال 100 يوم الى اعلى درجات التقدم والنجاح والحزم، وأعطى الدولة والحكم والسياسة الداخلية والخارجية نجاحا فائقا خلال هذه الايام المعدودة، واحدث تنوعا في تحقيق النجاح وشكل خلالها صبغة السياسة السعودية كونها قائدة الدول الاسلامية لدى العالم من خلال قيادته عاصفة الحزم، وأصبح رمزا عربيا وإسلاميا، فهو بحق يمثل لدى الأمة العربية زعيمها القومي وهو لدى دول وشعوب العالم الإسلامي قائدهم وزعيمهم الإسلامي الأول.
الملك سلمان أعاد الاعتبار العربي في مواجهة التوغل الإيراني الذي استشرى في كثير من الدول العربية هذا التمدد الايراني لو تم تقليم أظافره منذ البداية لما مدّت مخالبها لتخربش في اليمن، لكن الجميل أنه أصبح هناك وعي وصحوة أشعرتنا بالفخر لأن العرب لأول مرة ينتقلون من حالة ردّ الفعل إلى حالة الفعل وتسلّم زمام المبادرة.
لأول مرة -بفضل الله- ثم قيادة المملكة الحكيمة الحازمة أطلقت عاصفة الحزم لردع الحوثي المعتدي بكل شجاعة وتكتُّم في اتخاذ القرارات وسرعة وصرامة في تنفيذها، وأود أن أشير إلى أن هذه العاصفة قد انعكست على العرب والمسلمين تحفيزا، وبعثت بوارق الأمل بان العرب بإمكانهم تغيير القوى والسياسات واستفدنا منها كثيراً لأن إيران اليوم أدركت أن هذا الصمت العربي والخليجي تحديداً قد أُسيء فهمه لذلك كان هناك كثير من التحرشات الإيرانية قابلها رحابة صدر خليجية واسعة ومحاولة تقبُّل واحتواء إيران، لكنّ إيران فسّرت هذا الاحتواء والرحابة على أنه استكانة وضعف، لكن القائد الحزم الملك سلمان أطلق «عاصفة الحزم» التي تؤكد عبر رسالة واضحة وجلية أنه إذا رأيت أنياب الليث بارزةً.. فلا تظنّنّ أن الليث يبتسم.
ونحن إذا تعاملنا على احتواء إيران سعياً في عدم صب الزيت على النار فلا يعني هذا أننا عاجزون ومستكينون.. ويجب عليها أن تعي هي وغيرها أن الأمن العربي خط أحمر وكذلك الأمن الخليجي.. نحن اليوم في مرحلة إعادة تشكيل وتغيير موازين القوى، فإذا لم تكن موجوداً وفاعلاً ولديك أوراق قوى تفرضها فستصبح تابعاً، وسيفرض عليك دوراً جديداً، ونحن نعلم أن سياسة الدول النافذة تعمل الآن على الانسحاب التدريجي من المنطقة عبر توكيل حليف جديد لها كشرطي جديد لها في المنطقة وهو «إيران» والحرب لم تعد حروباً تقليدية.. اليوم هي حروب بيولوجية وحروب تواصل اجتماعي وحروب كسب العقول والقلوب.. هذه هي الحروب الجديدة أما الحروب التقليدية وتواجد العسكر على الأرض أصبحت في مرحلة ثانية فهي لديها وسائل جديدة ووكلاء جدد تحاول أن تعزز وجودها عبرهم في المنطقة. وأنا أتساءل: أين نحن من هذه الديناميكية والتغيير الجديد؟ لذلك أعود إلى «عاصفة الحزم» وأقول إنها أعادت للعرب القوة والأمل ومرّرت عبرها رسالتين: الأولى للدول النافذة والثانية لإيران وللكل وهو أن صمتنا هذا لم يكن استكانة.. نحن لن نقبل إلا أن نكون شركاء ولنا وجود وحضور فهذه منطقتنا وسندافع عنها وأمننا «خط أحمر» لا أحد يقترب منه.
وستثبت عاصفة الحزم بإذن الله أنها حرب ضد الظلم والعدوان تجاه عصابات عاثت باليمن فساداً وتريد جره إلى التبعية الفارسية الظالمة دون الاعتداد باليمن وشعبه وحضارته الإسلامية.. حرب ضد المد الفارسي الذي اختطف العراق وسوريا ولبنان واستشرى خطره في اليمن السعيد حتى استغاث رئيسه الشرعي من التدخلات الفارسية مع شرذمة علي صالح المخلوع.
فهبت عاصفة الحزم وإعادة الأمل في استئصال الوباء الخطير من اليمن وشعبه من الظلم والعدوان الخارجي الحوثي الذي يستمد دعمه ويتلقى أوامره من إيران حتى هب قائد العرب والمسلمين الملك سلمان قائد الحزم والعزم المظفر بإذن الله لنصرة الحق وأهله.. والنصر في عزم ابو فهد كل يراه وتباشر به.. والنصر من الله.