كانت المرة الأولى التي قابلت فيها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز في العام 2000م عندما كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة، وكان في زيارة لوزارة العدل لبحث احتياجات المنطقة، لمست خلال هذا اللقاء الحرص والعناية التي يبديها سموه في تحقيق تطلعات أبناء المنطقة في التوسع في إنشاء المحاكم وكتابات العدل، وكان سموه حريصا على نقل هذه الاحتياجات بنفسه بحضوره شخصياً للرياض ولقاء معالي الوزير آنذاك د. عبدالله آل الشيخ.
لمست في سموه تميزه بشخصية حكيمة تدخل القلوب سريعاً وبنفس الوقت متواضعة ومحبوبة يحمل كل صفات الحكمة والمحبة والبشاشة، يسلم على الكبير والصغير ويتعامل مع الجميع بكل حب وأريحية دون تكلف، وكذلك على توفر كافة الخدمات لأبناء المنطقة وتقديم إجراءات التقاضي بالشكل المرضي لسموه ولأبناء طيبة.
وبعد مضي أكثر من 14 عاماً تشرفت بمقابلة سموه بعد تعيينه ولياً لولي للعهد عند زيارة أعضاء المجلس الأعلى للقضاء لسموه لتهنئته بالثقة الملكية وكنت ضمن الوفد الإعلامي للمجلس فوجدنا سموه وبكل حنكة ودراية يتحدث عن أهمية القضاء والعدالة في المجتمع وتطرق لمشاريعه التطويرية التي عاشها في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله- رحمه الله- كما وجدنا من سموه التواضع وتقدير القضاء والقضاة مع البشاشة والترحيب وطيب اللقاء لم تغير مناصب جديدة تولاها سموه من صفاته الكريمة.
في حياته العملية أكسبت المهام العسكرية والمناصب الهامة التي تولاها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء طوال 4 عقود من الزمن مع إخوانه الملوك الكثير من الحنكة والحكمة والصبر وسعة الاطلاع وتحمل المسئولية.
ففي بداية حياته العملية وبعد تخرج سموه من إحدى الكليات العسكرية ببريطانيا عين طياراً لطائرات القوات الجوية السعودية وكانت لسموه بصمة واضحة وملموسة في خدمة القوات السعودية وشارك في العديد من العمليات العسكرية ضد أعداء الوطن، وفي عام 1977 عين سموه مساعداً لمدير العمليات الجوية، ورئيساً لقسم الخطط والعمليات في القوات الجوية
بينما تولى إمارة منطقتي حائل والمدينة المنورة ليشارك في عمليات التنمية في المنطقتين قرابة 40 سنة، ليجري اختياره لاحقاً رئيساً للاستخبارات العامة، ثم مستشاراً ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين، فنائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وتدرج الأمير مقرن بن عبد العزيز في القوات الجوية الملكية السعودية حتى جرى تعيينه في عدة مناصب قيادية وشارك في الذود عن حياض الوطن وكانت لسموه مواقف تغنى بها الجميع في صد العدوان على حدود الوطن.
وفي 18 من مارس 1980 أصدر الملك الراحل خالد بن عبد العزيز أمراً ملكياً يقضي بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز أميراً لمنطقة حائل، وذلك حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999، ليعينه الملك الراحل فهد بن عبد العزيز أميراً لمنطقة المدينة المنورة، خلفاً لأخيه الراحل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، وظل حتى 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2005، ليصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً ملكياً يقضي بتعيينه رئيساً للاستخبارات العامة حتى 19 يوليو (تموز) 2012..
ثم صدر أمر ملكي بتاريخ 27 مارس (آذار) 2014 يقضي باختياره ولياً لولي العهد، على أن يُبايع الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد، ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.
والأمير مقرن بن عبد العزيز له اطلاع واسع في العلوم الفلكية والقراءة، كما يهتم بأبحاث الزراعة ومجالات التقنية، وأيضاً يهتم بالشعر العربي، وله علاقات واسعة مع رجال الثقافة والفكر والعلوم والأدب، ولديه مكتبة تزخر بأكثر من 10 آلاف عنوان في شتى مجالات المعرفة.
كما أن سموه الكريم يدعم وبسخاء وخفاء العمل الخيري ومساعدة المحتاجين وله بصمات لا يحب أن تظهر في الإعلام.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف.
الله يعز الوطن وقيادته الحكيمة التي نفخر بها ونفاخر.