جاءت البشائر الملكية السامية كنقلة تاريخية في سماء وطننا الغالي.. بشرى خير وقوة لعهد جديد مشرق مزدهر... امتداداً لعهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وسار عليها أبناؤه من بعده.. ليأتي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، متمسكاً بالثوابت والقيم التي أسست عليها هذه البلاد.. إن الثقة الملكية الكريمة باختيار وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، تصب في مصلحة الوطن والمواطن، في الوقت الذي تؤكد فيه حكمة وحنكة وبعد نظر قيادة بلادنا الرشيدة من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحرصه - أيده الله - على وحدة الوطن وتماسكه، وحرصه على مستقبل هذا الوطن وتدعيم أسسه، إذ إن هذه القيادة الشابة ستسهم - بإذن الله - في حماية الوطن وتحقيق نهضة شاملة في القطاعات كافة، وعلى مختلف الأصعدة.
فهذه الأوامر تدل على تلمس الملك سلمان - حفظه الله - احتياجات المواطن في مختلف مناحي ومجالات الحياة، الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والأسرية، وتحقق رفاهيته وتوفر له سبل العيش الرغيد، كما أن هذه القرارات الملكية تعكس مدى حرص ولاة الأمر على استقرار البلاد، وصون المجتمع من أي مؤثرات في حاضره ومستقبله.. فهذا الاختيار يجسد التوافق وتقديم المصلحة العامة على أي اعتبارات أخرى، فقد جاءت في مرحلة دقيقة تمر بها الأمة من أجل أن تعزز وحدة الوطن وتماسكه وتعاضده، فوقع الاختيار على من تؤكد كل الدلالات على مكانة سموهما الكبيرة عند قيادتنا، فهم من رجالات الدولة المخلصين، والذين بذلوا الجهد والعطاء، وأخلصوا وصدقوا مع ولاة أمرهم ومع أبناء وطنهم.. إن هذا الاختيار ليؤكد ما يتمتع به سموهما من سمات وصفات القيادة والحكمة والحنكة، وتميز عطاءاتهما لأنهما أهل للثقة الغالية والمسئولية الجسيمة، التي جاءت كاستجابة للمصالح الشعبية والوطنية، ولضمان وحدة الصف واجتماع الكلمة.
كما أن صدور قرار إعادة هيكلة أرامكو السعودية، التي تعد أكبر مزود للطاقة في العالم، وإنشاء مركز إدارة جديد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، هو قرار تاريخي لوضع الخطط والإستراتيجيات بعيدة المدى بما يحقق تطلعات ولاة الأمر في المملكة، ويلبي احتياجات سوق النفط العالمي، ويعود بالنفع على الوطن والمواطن، الذي هو محور اهتمام المليك (المفدى)، كما أن هذا القرار يعد نقلة نوعية لأرامكو لتقدم مستوى عالياً من الجودة بكل المقاييس لتعطيها مزيداً من الاستقلالية لتطور منتاجاتها، من أجل أن تكون كياناً اقتصادياً مستقلاً..
لذا فقد رسمت هذه البشائر الملكية الغالية مستقبلاً مشرقاً للمملكة العربية السعودية من شأنها أن تعزز مسيرتها التنموية القوية وتؤكد عمق الرؤية الحكيمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وحرصه على مواكبة وطننا الغالي لاحتياجات المرحلة بما يضمن استمرار عجلة التنمية والنمو والتطور والازدهار، التي يشهدها الوطن في المجالات كافة، بما يرسخ الأسس المتينة التي يقوم عليها استقراره ورخاؤه.. فجاء الاختيار ترجمة لرؤية قائد المسيرة في الإخلاص والعطاء للوطن وبذل للغالي والنفيس لخدمة المواطنين وتلبية جميع احتياجاتهم.
إننا نفتخر اليوم بنقل صورة حقيقية للعالم أجمع لما تشهده المملكة من حراك ونهضة تنموية شاملة في جميع المناحي، عبر الاستعانة بالكوادر الشابة المؤهلة الطموحة في هذه المرحلة كمتطلب مُلح وضروري. حيث إن المواقف والأحداث أكدت القدرات العالية التي يتصف بها الأميران المحمدان، من جودة الأداء والسعي نحو التنمية الشاملة المتكاملة المتوازنة، لإعلاء شأن المواطن وتحقق مطالبه واحتياجاته، فجاءت هذه المكرمات لتضع البلاد على طريق التنمية والتقدم والازدهار، بقيادة شامخة وسواعد فتية شابة ترسخ أركان الحكم في المملكة وتعزز قوتها وموقعها الريادي، وتاكيداً للرؤيا الثاقبة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بما يحقق الأمن والاستقرار للمملكة، في الوقت الذي يشهد فيه العالم تقلبات ومتغيرات تعصف به، فجاءت هذه القرارات رسالة واضحة وقوية للعالم بأن المملكة بموقعها الإستراتيجي ومكانتها الإسلامية والعربية والدولية، ستبقى آمنة مستقرة في أيد أمينة، وأن الطمأنينة والأمن والأمان التي ينعم به شعبها سيزداد ويتطور أكثر فأكثر في المستقبل رغم أنف الحاسدين والحاقدين.... فسر على بركة الله... يا سلمان الخير.. يا سلمان العطاء.. ونحن معك وبك نحو التطور والتقدم والازدهار..تحت راية التوحيد.. متمسكين بكتاب الله ونهج رسوله صلى الله عليه وسلم.
م. قاسم بن عبد الغني الميمني - الرئيس التنفيذي لأسمنت العربية - جدة