جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس جديداً القول بأن لنظام ملالي إيران عملاء في العديد من الدول العربية، بعض هؤلاء العملاء يتسترون ويختبئون ضمن خلايا نائمة جاهزة للقيام بما تكلف به حينما تصدر الأوامر لهم من قم، أو طهران.ونقول قم ولا نحصر الأوامر من طهران عاصمة نظام الملالي، فلأن إيران تحكم الآن حكماً مزدوجاً مثلما كانت عليه أوروبا حينما كانت الكنيسة الكاثوليكية هي التي توجه ملوك وأمراء أوروبا، التي نتج عنها الحرب الصليبية، ومحاكم التفتيش.
والآن في إيران يوجه الملالي السياسيين لتنفيذ إملاءاتهم التي تمليها عليهم اعتقاداتهم المذهبية وأمانيهم العرقية، ولهذا لا نجد غرابة في اختلاف تعامل الجهات الإيرانية وأفرعها من المليشيات والجماعات الطائفة خارج إيران مع ما تعلنه الجهات الرسمية الإيرانية، ويلاحظ المتابعون للسياسة الإيرانية أن ما تصرح به السيدة أفخم الناطقة باسم الخارجية الإيرانية لا تأثير له لدى التابعين لإيران إن لم نقل عملاءهم الذين لا يتردد البعض منهم عن الكشف عن هذه العمالة وبكل وقاحة كما يفعل النائب الكويتي عبدالحميد دشتي، الذي تجاوز في وقاحته إلى حد تقديم طلب استجواب لوزير خارجية دولة الكويت اعتراضاً على مشاركة القوات الكويتية في عملية عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن والتصدي للإرهابيين الحوثيين والمعزول علي عبدالله صالح نظراءه في العمالة لنظام ملالي إيران، وكذلك مساءلة الوزير عن أسباب مشاركة القوات الكويتية في قوات درع الجزيرة التي أحبطت المؤامرة الفارسية في مملكة البحرين.
دشتي الذي تفوح عمالته من أفعاله ومواقفه الداعمة لإرهاب ملالي إيران وجرائم بشار الأسد لا يريد مشاركة كويتية في التصدي لمؤامرات أجداده في دول الخليج العربية، ولا يعلم أو يتغابى بأن مشاركة الكويت أو قطر والإمارات يعد واجبا وليست مجاملة أو حتى مشاركة للدفاع عن دولة شقيقة، بل هو دفاع عن ذاتها ونفس الدولة المشاركة، ليس لأن أمن دول الخليج العربي أمن واحد متكامل بل أيضاً اختراق أراضي وأمن الدولة المستهدفة يجعل الدولة التي تلكأت ولم تشارك في مواجهة فوهة المدفع، وعلى دشتي أن يعيد ذاكرته عندما احتلت القوات العراقية دولة الكويت كيف تحولت كل الأراضي السعودية إلى مسرح عمليات لتنفيذ تحرير دولة الكويت ومشاركة كل قواتها في تلك المعركة التي ستظل حاضرة دائماً في وجدان كل كويتي شريف مخلص لوطنه وليس ملبياً لأوامر من يعمل لديهم ومنتدب في موقع آخر لا علاقة له به، فلا ولاء ولا انتماء ولا جذور فمن يعرف دشتي هذا يعرف أن ولاءه لخميني وخمانئي وبشار الأسد، أكثر من ولائه لأرض الكويت العربية التي لا علاقة له بها إلا ما يحمله من وثائق وما يجنيه من أموال نتيجة علاقاته المريبة بأعداء الكويت.
دشتي الذي يريد تشويه المشاركة الكويتية في واجب تحصين دول الخليج العربية من الإرهاب الإيراني وتوجيه الشكوك إلى فئة عزيزة من الكويتيين يشاركونه في المذهب ويخالفونه في الولاء، وهدفه ألا تتجسد اللحمة الخليجية العربية في مواجهة الإرهاب الفارسي، فهو يعلم أن المشاركة الكويتية لا تشكل سوى إسهام بسيط من القوة العسكرية الكويتية، إلا أن وجود المقاتل الكويتي إلى جانب شقيقة السعودي وإخوانه المقاتلين الخليجين يمثل موقفاً واحداً في مواجهة أي عدوان سواء من قبل الفرس أو غيرهم وهو لا يريد أن تترسخ صورة الوحدة الخليجية التي تجسدت في حرب تحرير الكويت ومواجهة إرهاب الطائفيين في البحرين.
واليوم في التصدي لإرهاب شركائه في العمالة لملالي إيران.
دشتي يعلم أن القوة العسكرية السعودية قادرة على إحباط كل مؤامرات أجداده ولكن مشاركة العرب والمسلمين في هذه المهمة الشريفة تكشف كم هي السعودية عزيزة لديهم وأن أرضها مقدسة محرمة على من يكيدون للإسلام والمسلمين الدسائس.