جاسر عبدالعزيز الجاسر
على طاولة كامب ديفيد واحد من أهم الملفات سيكون مطروحا أمام قادة دول الخليج العربي والرئيس الأمريكي في كامب ديفيد، وهو مواجهة الإرهاب الذي ينشط الأمريكيون في التصدي لفرع منه ويتجاهلون الفرع الآخر، فالأمريكيون يعتقدون أن الإرهاب مقتصر على عناصر القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية المحسوبة على المكون السني، وهذا التفكير الأمريكي يعد خاطئاً بكل المقاييس، فهم وإن كانوا محقين في تشخيص تنظيم داعش والقاعدة والتنظيمات التي تفرعت منها، والتعامل معهم كجماعات إرهابية يجب مواجهتها، إلا أن تجاهل الجماعات الإرهابية في المكون الشيعي يعد ليس خطئاً بل تشجيعاً للإرهاب ككل، لأن مواجهة طرف وغض النظر عن طرف آخر، وحتى التعامل معه في عمليات مشتركة لمواجهة الجماعات المضادة يعد استفزازاً وتحريضاً يدفع الإرهابيين إلى التمادي، ويساعد الطرف الآخر على الاستمرار في عملياته الإرهابية، بل يذهب إلى أبعد من ذلك بعد أن يعتبر الاستعانة به لمواجهة الطرف الآخر بأنه شرعنة لأعمال الإرهابية المرتكبة ضد المواطنين، وهذا ما لمسناه في تعامل مليشيات الحشد الطائفي مع أهالي مدينة تكريت الذين حرقت منازلهم ونهبت أملاكهم، بل تعدى تجاوزات المليشيات الطائفية إلى اقتحام مراكز الشرطة وإطلاق سراح عناصر ارتكبت أعمالاً إجرامية كما فعلت مليشيات حزب الله العراقي.
غض النظر عن تجاوزات المليشيات الإرهابية من الطرف الآخر في العراق الذي تسرح على أرضه أكثر من عشرين جماعة إرهابية يدفع لمن يعملون بها رواتب ومخصصات شهرية عبر مخصصات الحشد الطائفي والسكوت عن توجه الجماعات الإرهابية والمليشيات الطائفية إلى سوريا في لبنان وإيران والعراق وأفغانستان والهند وباكستان الذين يخوضون معارك على أرض سورية لدعم نظام فاشي فاقد للشرعية، دون أي مضايقة أو حتى اعتراض ممن يركزون كل جهودهم في محاربة الإرهاب مع المكون السني، شجع الجماعات الإرهابية في مناطق أخرى على القيام بنفس الأعمال والتمرد على الشرعية في بلدانهم مثلما فعل الحوثيون في اليمن.
ولهذا فإن يحصل توازن وتعامل مساوٍ للإرهابيين بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية فإن الكثير من المتغيرات السلبية ستحصل في المنطقة العربية، خاصة بعد تأكد الإدارة الأمريكية والأسرة الدولية جميعاً أن الجماعات والمليشيات الإرهابية الطائفية مدعومة وممولة بالمال والسلاح من نظام ملالي إيران الذين يعتبرهم أذرعة إرهابية مسلحة ويوظفهم لابتزاز شعوب ودول المنطقة، بل كثيراً ما أعلن عن تهديد الدول الغربية عبر التعرض لمصالحها، والأمريكيون أنفسهم قد عانوا من ذلك في لبنان والعراق، ولهذا ولكي يقضى على الإرهاب ويسود الأمن والسلام في المنطقة فيجب أن يتم التعامل مع جميع المنظمات والمليشيات الإرهابية بجميع انتماءاتها وتمدداتها، وهو ما سيتحدث عنه قادة الخليج العربية مع أوباما بكل شفافية ووضوح.