م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. يعاني الأربعينيون فما فوق كما يعاني المثقفون المولعون بالمعرفة وكلام العقل من أنهم خارج اهتمامات برامج محطات الإذاعة وبالذات محطات الـ(FM).. فهي إما غناء يناسب الشباب أو برامج حوارية في كثير منها تسطيح للفهم وركاكة في اللغة مع ضحالة الموضوع.. أو اتصالات هاتفية يفوح من طرفها الآخر فحيح الفحولة أو تجاوز في القول من صاحب اسم مستعار.
2. الله تعالى في محكم كتابه قَدَّم السمع على البصر.. وإذا فقدت بصرك فأنت تفقد حاسة واحدة لكن لو فقدت سمعك فستفقد نطقك أيضاً.. وينقطع اتصالك بمحيطك.. وإذا كان فاقد البصر يُعَوَّض بحدة البصيرة فإن فاقد السمع يعاني من ضعف الاتصال الذي يحد من تطور البصيرة.
3. علماء الاتصال يقولون إن الأذن أخطر على الفهم من العين لأنها تتصل بالعقل مباشرة بعكس البصر الذي يتصل بالقلب أولاً.. فالعين تعشق السطح بينما الأذن تعشق العمق.. عشق العين يمكن أن يكون مؤقتاً بعكس عشق الأذن.. عشق العين يمكن أن يكون من خلال النظرة الأولى بينما عشق الأذن يحتاج زمناً أطول.. العين يمكن أن تُخْدَع وترى حسناً ما ليس بالحسن بينما الأذن تستطيع أن تميز الكلام الصادر من القلب.. العين ترمش كل خمس ثوان والأذن لا ترمش.. العين لا تستطيع أن تخترق الحواجز بينما الأذن تستطيع.. العين ترى في اتجاه واحد.. الأذن تسمع من جميع الاتجاهات.
4. يتفق العاملون في التسويق على أن الإذاعة التي وسيلتها الوحيدة الأذن هي الحلقة الأضعف في إيصال الرسائل الإعلانية.. ولذلك فلها النصيب الأضعف في أي إنفاق إعلاني أو حملات توجيه رأي عام.. مع أننا في زحمة الطرق نقضي على الأقل ساعتين يومياً أسرى في سياراتنا نستمع إلى الإذاعات أو نعبث بجوالاتنا أو نصب جام غضبنا على الزحام وعلى السائقين المجاورين لنا.. فتحولت طرقنا إلى ساحات مناكفة.. فلماذا يتم إهمال هؤلاء الآلاف المؤلفة من المحجوزين المتذمرين في سياراتهم.. فهم جاهزون مستعدون مكبلون في مقاعدهم ليس لديهم خيار ولمدة لا تقل عن (30) دقيقة في كل مشوار تضمن فيها مساحة استماع تصل إلى مليون سيارة على الأقل.
5. السؤال موجه إلى القائمين على تلك الإذاعات.. أم هم لا يدركون أهمية إذاعاتهم؟.