م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. هناك مسميات محددة وأخرى مطلقة.. المسميات المحددة تعني في ذهن الجميع نفس المعنى تماماً ولا يتغير أو يتشكل معناها بحسب الشخص أو الزمان أو المكان أو الظرف.. بينما المسميات المطلقة فليس لها معنىً واحد بعينه.. فهي تختلف باختلاف الأشخاص واختلاف الزمان واختلاف المكان واختلاف الظروف.. ومن تلك المسميات الحب والسعادة والنجاح والصبر.. إلخ.. لأن كل لفظ منها عالم زاخر بذاته لا نهاية لمعانيه ومقاصده ومبرراته.. وتشابه اثنين في التعريف بأي منها نادر كندرة تشابه شخصين في البصمات.
2. محددات المسميات المطلقة عديدة منها: الإحساس بالجمال في عين المحب والإحساس بالراحة في بال السعيد والإحساس بالقناعة في روح الناجح والإحساس بالاستسلام في قلب الصابر.. وهكذا.. كما تعتمد على محفزات موجهة مثل الجمال في الحب والرضا في السعادة والاكتفاء في النجاح والقبول في الصبر.. فلكل مسمى مطلق مقابل يثور في النفس ويتحكم في توجيه المعنى لذلك المسمى في تلك اللحظة وذلك المكان مع ذلك الشخص.
3. إذا تحدد المعنى في ذهن الفرد حينها يأخذ العقل الباطن دفة القيادة في توجيه المعنى نحو ارتفاعات أكبر حتى يصطدم بالسقف ثم يرتد وبتوجيه من العقل الباطن أيضاً وينتكس بذات الحدة التي بدأت صعوداً.. فالعقل الباطن يدفع المحب نحو التزيّن والسعيد نحو الابتسام والناجح نحو العطاء والصابر نحو التحمّل.. أما إذا انتكس فيبدأ رحلة الهبوط بالإهمال في مظهر المحب والعبوس في وجه السعيد والشح في يد الناجح والضيق في صدر الصابر.
4. التباين بين البشر في الأعمار والأطوار النفسية والظروف المحيطة من بيئية واجتماعية واقتصادية وسياسية جعلت من المعنى المحدد للاسم المطلق فردياً تماماً.. فلكل إنسان تعريفه الخاص الذي يشعر به ويحسه أكثر مما يتعلّمه.. كما أن معاني المسميات المطلقة يمكن أن تتغيّر وتتبدل وتنقلب بتغيّر المدارك أو الظروف.. فالحب قبل الزواج غيره بعد الزواج.. والسعادة في سن الشباب غيرها فيما بعده.. والنجاح بثمن باهظ غير النجاح بثمن زهيد.. والصبر على خسارة فادحة غير الصبر على خسارة بخسة.
5. بمعنى آخر إن تحديد معنى المسمى المطلق يتوقف على النوبة النفسية التي تصيب الفرد تجاه ذلك المعنى الذي صنعه في ذهنه وارتضاه عقله.. لكنه دائماً سوف يواجه مصدات ومعيقات.. فالكرامة تصد الحب والفشل يصد السعادة والنقص يصد النجاح والأذى يصد الصبر.